تطغى الاستثمارات الفاشلة على مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان في ظل رهاناته على مشاريع أغلبها إما وهمية أو فاشلة.
وبصفته رئيس لمجلس إدارة صندوق الثروة السعودي السيادي فإن محمد بن سلمان يتحكم فيما يفوق 600 مليار دولار، بلا رقيب أو حسيب عليه، يصرفها كيف يشاء على من يشاء في غياب أي رقابة شعبية أو برلمانية.
يتم ذلك بخلاف المشاريع الوهمية التي دشنها محمد بن سلمان ولم يتم الانتهاء منها حتى الآن لعدم معقوليتها بشكل كبير، مثل مشروع “نيوم” و”ذا لاين”.
ومشاريع الغسيل الرياضي التي يستغل فيها محمد بن سلمان أموال الصندوق من أجل تبييض سمعته وسمعة حكمه من الفضائح والانتهاكات الحقوقية التي ارتكبها منذ اعتلائه على كرسي ولاية العهد.
صفقة بنك كريدي سويس:
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ديسمبر الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يستعد لاستثمار نصف مليار دولار في بنك الاستثمار الجديد لمصرف كريدي سويس.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن ولي العهد وشركة أسهم خاصة أميركية يديرها الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز من بين المستثمرين الذين يستعدون لاستثمار مليار دولار أو أكثر. ولم يرد بنك كريدي سويس على الفور على طلب وكالة رويترز للتعليق.
وقالت الصحيفة الأميركية إن محمد بن سلمان يدرس استثمار حوالي 500 مليون دولار لدعم الوحدة الجديدة في البنك “CS First Boston”.
وتعهد البنك الوطني السعودي (SNB)، الذي تسيطر عليه الحكومة في وقت سابق باستثمار ما يصل إلى 1.5 مليار فرنك سويسري (1.60 مليار دولار) في مصرف كريدي سويس نفسه مقابل حصة تصل إلى 9.9 بالمئة.
وكانت مجموعة “كريدي سويس” المالية”، الذي يعد ثاني أكبر بنك سويسري، قد وصل لمرحلة حرجة وسط تحليلات تشير إلى احتمال وقوعه في فخ إفلاس شبيه بمصير “ليمان براذرز”.
وأخطر ما تمظهرت به أزمة البنك سحب عملائه ما يصل إلى 84 مليار فرنك سويسري (88.3 مليار دولار) من أموالهم فيه خلال الأسابيع القليلة الأولى من الربع الرابع، مما يؤكد المخاوف المستمرة بشأن جهود إعادة الهيكلة.
جاء الإعلان عن مباعث القلق هذه من قبل العملاق الأميركي بعدما حذر البنك السويسري من أنه سيتكبد خسارة 1.5 مليار فرنك سويسري (1.6 مليار دولار) خلال الربع الأخير من 2022، بسبب التكاليف المتعلقة بإعادة الهيكلة، وتكاليف التقاضي التي أضرت بالأرباح.
وأعلن عن مزيد من تخارج الأموال من قسم إدارة الثروات وسط تراجع ثقة العملاء بملاءته، ما أدى إلى تراجع سهمه 5% نحو مستويات منخفضة جديدة.
خلال الربع الثالث، حقق البنك الذي يتخذ من زيورخ مقراً له خسائر بقيمة 4.03 مليارات فرنك سويسري (4.09 مليارات دولار)، مقارنة مع توقعات المحللين البالغة 434 مليون فرنك.
صفقة سوفت بنك:
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن صندوقي Vision Funds التابعين لشركة SoftBank سجلا خسارة استثمارية تاريخية قدرها 3.5 تريليون ين (27 مليار دولار) للعام بأكمله.
وأوضحت الصحيفة أنه نتيجة لتلك الخسارة، تضررت أكبر ممتلكاتها بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وحملة بكين على قطاع التكنولوجيا.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخسائر أدت إلى دفع تكتل ماسايوشي سون ككل إلى أكبر خسارة فصلية صافية لها على الإطلاق بقيمة 2.1 تريليون ين. حيث أغلقت الأسهم في المجموعة منخفضة 8 في المائة يوم الخميس قبل النتائج، وهوت إلى أدنى مستوى لها فيما يقرب من شهرين.
وكان من بين أكبر الخاسرين في الربع الماضي عملاق النقل الصيني ديدي تشوكسينج، الذي خسرت أسهمه حوالي نصف قيمتها، ومنصة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية Coupang، التي تراجعت بنحو 40 في المائة.
ومن بين الشركات الأخرى ذات الأداء الضعيف الملحوظ شركة Grab السنغافورية لتوصيل الركاب، وشركة توصيل الطعام الأمريكية DoorDash، ومجموعة المدفوعات الهندية Paytm، والتي خسرت مجتمعة ما يقرب من 5 مليارات دولار خلال الربع، وفقًا لتقديرات محلل Redex Research ، كيرك بودري.
وقالت سوفت بنك: “لا تزال بيئة الاستثمار مليئة بالتحديات، ويهيمن عليها التضخم سريع الارتفاع، والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة التعقيد، وصدمة الطاقة العالمية”. مضيفة: “إن قناعتنا بثورة الذكاء الاصطناعي لا تزال قوية؛ قمنا في هذا الربع بإجراء 43 استثمارًا جديدًا”.
وصندوق Vision’s SoftBank، وهو أداة استثمارية بقيمة 100 مليار دولار تم إطلاقها في عام 2017 وبدعم من المملكة وأبو ظبي، كان الهدف منه أن يكون الأول في سلسلة الصناديق التي يديرها الذراع الاستثماري لـ SoftBank.
شركة “لوسيد”:
كشف موقع “WCCF TECH“، أنّ محمد بن سلمان، ضخّ المليارات لانتشال شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية من الانهيار.
ونشر الموقع تقريرًا بعنوان: “صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعود مجدداً لإنقاذ مستثمري مجموعة “لوسيد””، قال فيه إن مستثمري مجموعة لوسيد تلقَّوا جرعة يُضرب بها المثل، ما أدى إلى وقف الانخفاض المتواصل لقيمة سهم الشركة، وإعادة تنشيط حركته نحو الصعود للسنة المالية 2023.
مجموعة لوسيد كانت قد أعلنت، أنّها أكملت طرحها في السوق المعلن في نوفمبر الماضي، حيث جمعت نحو 600 مليون دولار في هذه العملية، من خلال بيع 56.2 مليون سهم.
لكنّ هذا العرض كان بمثابة رياح معاكسة للسهم في الأسابيع الأخيرة، والآن بعد أن خفّت حدة ضغط البيع هذا، يمكن للمضاربين على ارتفاع السهم محاولة إعادة تأكيد تأثيرهم على السرد السائد حول السهم.
ومع ذلك، وفيما شكّل مفاجأة سارّة، أعلنت مجموعة لوسيد أيضًا أنّها تجمع ما يقرب من 915 مليون دولار من خلال بيع بعض أسهمها إلى شركة آيار للاستثمار الثالث، إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
بشكل حاسم، سيحدث البيع من خلال طرح خاص، ولن يؤثّر على سعر السهم، وعند دمجها مع عرض لوسيد في السوق، ستكسب الشركة 1.515 مليار دولار من السيولة الجديدة لتعزيز مركزها النقدي الذي بلغ 3.85 مليار دولار في نهاية الربع الثالث من عام 2022، ويتألف من النقد وما يعادله واستثمارات.
وأشار العديد من المحللين إلى مشكلة النقد المستمرة لمجموعة لوسيد باعتبارها رياحًا معاكسة رئيسية، وقال التقرير: “بعد كل شيء، تستمر لوسيد في حرق الأموال بمعدل 4 مليارات دولار سنويًا”.
علاوةً على ذلك، ومع وجود إجمالي سوق قابل للعنونة (TAM) يبلغ نحو 15 في المئة في الولايات المتحدة، وتبدو آفاق الشركة مخيفة في لمحة خاطفة، ومع ذلك، فمن هنا تظهر قوة لوسيد الفريدة من خلال الدعم الثابت من السعوديين.
وبينما توقّع الكثيرون أن يبدأ صندوق الاستثمارات العامة السعودي في تقليص حصته الضخمة البالغة 62.5% مجموعة لوسيد، رفض صندوق الثروة السيادية القيام بذلك حتى الآن.
علاوةً على ذلك، من خلال تسهيل عملية زيادة رأس المال الجديدة البالغة 915 مليون دولار، أنقذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي الشركة من الانهيار المالي شبه المؤكد في عام 2023.
وتنفق مجموعة لوسيد حاليًا نحو مليار دولار نقدًا كل ثلاثة أشهر، وبالتالي فإنّ المركز النقدي للشركة سينخفض إلى ما يقدر بنحو 2.85 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2022.