اعتبرت صحيفة أمريكية أن هدية فراق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب للديكتاتوريين تعزز إرثه الاستبدادي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال للكاتب بريان كلاس، إن في مقدمة هؤلاء الديكتاتوريين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن ترامب طوال فترة رئاسته المضطربة كان غير منتظم ولا يمكن التنبؤ به.
ثبات الدعم الاستبدادي
وقالت “لكن في مجال واحد كان ترامب ثابتًا دعم المستبدين المتعطشين للدماء الذين يسيئون إلى شعبهم ويعذبونه ويقتلونه. إنها واحدة من أهم موروثات إدارته الاستبدادية”.
وأضافت “من حيث الشخصية، عمل ترامب على ترسيخ هذا الإرث مع اقتراب رئاسته من نهايتها”.
وأشارت إلى مضى إدارة ترامب قدما في عدد كبير من مبيعات الأسلحة الكبيرة إلى نظام آل سعود وحلفائه في الإمارات ومصر.
وأكدت الصحيفة أن الأنظمة الثلاثة المذكورة جميعها بسجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان.
وقالت “قطعت السعودية رؤوس معارضين، وأخضعت نساء، واحتجزت ناشطات دافعن عن إصلاحات وقتلت وقطع أوصال الصحفي جمال خاشقجي”.
وأضافت “أما الإمارات فهي موطن للتعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، ونفذت الدكتاتورية في مصر عمليات قتل خارج نطاق القضاء وعذبت النشطاء”.
صفقات عسكرية
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يقوم في أخر أيامه بتسليح هذه الأنظمة بأسلحة أمريكية الصنع وتكنولوجيا عسكرية متطورة.
والمبرر الرسمي لهذه المبيعات هو العمل كقوة موازنة لإيران، الخصم الجيوسياسي الأساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
“لكن بالنظر إلى السلوك السابق، فإننا نعرف كيف سيتم استخدام هذه الأسلحة على الأرجح”.
وقالت “سيستخدمها الطغاة للمساعدة في تسهيل جرائم الحرب في أماكن مثل اليمن وشبه جزيرة سيناء مع الحفاظ على قبضة حديدية على شعوبهم – وكل ذلك بمساعدة وتحريض من حكومة الولايات المتحدة”.
إرث مزعج
وأكدت الصحيفة أن تشجيع ترامب للطغاة خلقت إرثًا مزعجًا بطريقتين مختلفتين اختلافًا كبيرًا مقارنة بأسلافه.
واعتبرت أن الولايات المتحدة بعلاقاتها مع دول مثل الإمارات “ترسل إشارة مهمة لبقية العالم مفادها أنها على علاقة بأنظمة مستبدة”.
وشددت واشنطن بوست على أن الصفقات العسكرية المذكورة لا تخدم المصالح الأمنية الأمريكية بل المصالح المالية لترامب بمجرد تركه لمنصبه.
تعود علاقات ترامب التجارية مع المملكة العربية السعودية إلى عقود .
إذ كان لديه شركات مسجلة في المملكة مؤخرًا في ديسمبر 2016.
في الإمارات تضارب المصالح الخاص به أطول من أن يتم إدراجه، لكن ترامب نفسه أقر بأن النظام قد استدرجه من أجل صفقة استثمارية جديدة بمليارات الدولارات قبل توليه منصبه.
عهد جديد
وأشارت الصحيفة إلى عهد جديد مرتقب بوصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وأكدت أن على بايدن إرسال إشارة واضحة وحاسمة إلى العالم بأنه جاد في دعم الديمقراطية في الخارج.
يتضمن ذلك إيماءات رمزية، مثل التقاط الصور مع المعارضين بدلاً من الديكتاتوريين الذين يستمتعون بسحقهم.
لكن يجب أن يشمل أيضًا إعادة التفكير المحسوبة في مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا العسكرية إلى الأنظمة التي تستخدم الأسلحة لارتكاب جرائم حرب.
وتابعت “يجب على بايدن إخطار رموز الحكم الاستبدادي بأن الدعم الأمريكي سيصبح مرهونًا بإحراز تقدم ذي مغزى ومعيار في مجال حقوق الإنسان والإصلاح الديمقراطي”.