وقعت دول عربية وإسلامية في مقدمتها المملكة العربية السعودية على مقترحا كوبيا يدعم الإجراءات القمعية ومجازر السلطات الصينية ضد المسلمين الإيغور الأقلية في البلاد.
وكشف المدير التنفيذي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” كينيث روث، النقاب عن توقيع 45 دولة من بينها دول ذات أغلبية مسلمة كالسعودية ومصر والإمارات، لمقترح كوبيا لدعم الصين في اعتقال أكثر من مليون مسلم إيغوري.
وأكد “روث” أن المقترح الكوبي يجبر المسلمين الإيغور على ترك دينهم وثقافتهم.
وقال المحام الدولي: “حقا .. يجب على هذه الدول أن تخجل”.
These are the 45 governments–including some Muslim-majority ones–that are said to have just signed a Cuban statement supporting the Chinese government's detention of 1M+ Uighur Muslims to force them to abandon Islam and their culture. They should all be deeply ashamed. pic.twitter.com/558IqHGQFN
— Kenneth Roth (@KenRoth) October 7, 2020
في المقابل، أصدرت حوالى 40 دولة في الأمم المتحدة، الثلاثاء، بمبادرة من ألمانيا، بياناً مشتركاً دعت فيه الصين إلى “احترام حقوق” مسلمي الإيغور في إقليمي شينجيانغ والتيبت”.
وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن خلال اجتماع للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة المتخصّصة بحقوق الإنسان “ندعو الصين إلى احترام حقوق الإنسان، وبخاصة حقوق الأشخاص من الأقليّات الدينية والعرقية”.
ووقّعت على البيان 39 دولة من بينها الولايات المتّحدة وغالبية الدول الأوروبية بما في ذلك ألبانيا والبوسنة، وكندا وهايتي وهندوراس واليابان وأستراليا ونيوزيلندا.
وأضافوا “نطالب الصين بأن تسمح لمراقبين مستقلّين، بمن فيهم مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بالوصول فوراً وبدون عوائق إلى هذه الأقلية”.
والإيغور ينتمون إلى إقليم تركستان الشرقية (حالياً شينجيانغ)، وتفاقم الخطر المحدق بهم جراء ما يعانونه من اضطهاد من السلطات الصينية التي تطمع بمستقبل الموارد الطبيعية من نفط وغاز داخل الإقليم.
وفي 3 أكتوبر الجاري، قالت شبكة “بي بي سي” البريطانية إن سلطات آل سعود تستهدف مسلمي الإيغور في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في تعاون مشين واضح مع الصين التي تتبنى حملة عدوانية سيئة السمعة ضد الأقلية المسلمة.
وأشارت الشبكة في تحقيق ضمن برنامج “نايت نيوز” إلى أن السعودية احتجزت الحجاج والطلاب الإيغوريين في المملكة، ثم رحلتهم قسراً إلى الصين، حيث تم وضعهم بعد ذلك في معسكرات الاعتقال الشهيرة بالبلاد تحت مسمى “مراكز إعادة التعليم”.
ويقدر الناشطون أن مئات من الإيغور قد تعرضوا لضغوط من السلطات الصينية للعودة من الخارج بسبب التهديدات والسجن الطويل لأفراد أسرهم في الوطن.
وما يضاعف مخاوف هذه الأقلية الصينية المسلمة هو الصمت الواضح للدول الكبيرة المسلمة، مثل السعودية ومصر وباكستان، بخصوص معاملة الصين للإيغور لأنهم يتجنبون إغضاب بكين، القوة الاقتصادية الكبيرة.
لكنّ ما يثير قلقهم في شكل خاص هو التحسن الكبير في العلاقات بين الصين ونظام آل سعود الذي يتغاضى عن سياسة الصين تجاه الإيغور إذ أن بكين أكبر مستورد للنفط السعودي.
وفي وقت سابق، برر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الممارسات الصينية ضد مسلمي الإيغور واعتبرها حقا أصيلا لبكين من أجل الدفاع عن أمنها القومي ضد الإرهاب.
وترتبط الصين والسعودية بعلاقات اقتصادية قوية؛ حيث حقق التبادل التجاري بينهما ما قيمته 63 مليار دولار في عام 2018.