من أخطر ما تواجهه بلاد الحرمين في عهدها الراهن تحويلها إلى راعية وداعمة لنشر الإلحاد ومن يروج له بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان وانقلابه الشامل على هوية المجتمع السعودية ودينه.
ولا شك أن الإلحاد بات ظاهرة خطيرة تتسلّل للمجتمعات العربية والإسلامية خصوصًا بين فئات الشباب، ونال المملكة كباقي الدول نصيبًا من خطر الإلحاد، بل خلُصت دراسة لمعهد “غالوب” أنّها في صدارة الدول العربية الأكثر إلحادًا!
إذ عمد محمد بن سلمان إلى فسح حرية الرأي لدعاة الإلحاد وسمح لهم بالدخول في أرض الحرمين، بل واستضاف بعضهم ضمن نشاطات وفعاليات رسمية تدعمها الحكومة.
وقبل شهر رمضان بأيام، استضافت الحكومة ممثّلة بأكاديمية الشعر العربي السعودية، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، واحدًا من دعاة الإلحاد الملقّب بـ “أدونيس”، وحظي باستقبال رسمي في مطار الرياض، حيث خُصّصت له منابر الندوات لإلقاء محاضراته في الرياض وجدة والطائف.
ما احتفى به الإعلام الرسمي ومجّده وروّج لمحاضراته في المدن الثلاث، رغم أن أدونيس من أشدّ الداعين للإلحاد والداعمين له وأقواله في كتبه مليئة بالعبارات الصريحة بالكفر والإلحاد وإنكار الأديان وازدرائها.
وقد ظهر يتساءل بصراحة عمّن أعطى الحق لمحمد أن يقول بأنه آخر الأنبياء!، ثم يتساءل بكل وقاحة: لماذا خُلق الرجل على صورة الله بينما لم تُخلَق المرأة على صورة الله!.
وأدونيس لم يكن أول الملحدين الذين استضافتهم الحكومة. بل سبقه علي البخيتي الذي استضافه السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بنفسه والتقط معه الصور، ليكون أحد ممثلي بلاده اليمن لحملة تسويق لمشاورات الرياض، وكذلك ليروّج لمشاريع المملكة كصندوق الإعمار ومركز الملك سلمان في اليمن.
أحد مشايخ السلطان أحمد الغامدي، استضاف البخيتي في بيته وفسح له المجال عبر المساحات الصوتية في تويتر مع عدد من “مثقفين ودعاة” سعوديين، وكان عنوان إحدى المساحات: “الأديان هل هي صناعة بشرية، أم رسائل إلهية”؟!
كما استضافته أبرز القنوات السعودية MBC على شاشتها، رغم أن إلحاد البخيتي ليس سرًا أو موضع شك، فكتاباته ومنشوراته مليئة بأفكاره القذرة بل أعلن صراحة عدم إيمانه بجميع الأديان ومنها الإسلام، وجاهر بأنه لا يعتبر الإسلام دينًا من الله.
وفي مايو 2019، استضاف المديفر في ليوانه الكاتب السعودي منصور النقيدان الذي أعلن في البرنامج أن “الإلحاد عقيدة، وعليك أن تحترم الإلحاد لأنه خيار للإنسان”.
وأضاف النقيدان: “الإيمان القلبي هو الإيمان الحقيقي، دون النظر إلى القيام بالعبادات كالصلاة” والتي يراها غير ضرورية.
كما سخّر نظام ابن سلمان منصاته الإعلامية للدفاع عن أبرز رموز الملحدين العرب، فخصّصت MBC منبرها الإعلامي للدفاع عن سيد القمني واستضافت لذلك مفتي روتانا أحمد الغامدي ليدافع عنه.
وكالعادة، خصصت قناة العربية الممولة من السعودية منبرها للدفاع عنه وتبرئته من تهمة الإلحاد التي اعترف هو بنفسه بها.
المفارقة أن سيد القمني الذي سخّر إعلام محمد بن سلمان منابره للدفاع عنه وتبرئته من الإلحاد، يعترف هو بنفسه بإلحاده، ويقول أن الدين لم يقدّم خدمة واحدة للبشرية.
كما أن آخر لقاءاته على قناة الحرة (والذي أُعيد بثه يوم وفاته) شهد إصراره على مهاجمة الرسل والأنبياء والقرآن الكريم.
وفي الوقت الذي شهدت فيه المملكة تضييقًا على كتب العديد من علماء المسلمين، شهد معرض الكتاب في الرياض سابقة خطيرة، بالسماح للترويج للأفكار الإلحادية الهدامة، حيث حمل المعرض عناوين خطيرة كالإلحاد والسحر ونظرية أصل الخلق بدون خالق بعلم الحكومة، بل بتأييدها.
كما شهدت الأشهر الماضية هجمة شرسة على الشيخ أحمد السيد ومشروعه الذي يتصدى للإلحاد والأفكار الهدّامة والشبهات التي يلج منها.
وقاد الحملة كبار الكتاب المدعومين من الديوان فضلًا عن صحف رسمية.
وقد أفردت سلسلة خاصة لهذا الهجوم بعنوان: “دعم الإلحاد والشبهات والأفكار الهدامة”
وما تم ذكره أمثلة تؤكد خطورة المشروع الذي يدعمه محمد بن سلمان في الترويج للإلحاد ودعم دعاته، مقابل التضييق الممارس ضد الدعاة والعلماء وأئمة المساجد.