الإعلام الأمريكي يسخر من بن سلمان
يتعرض ولي العهد محمد بن سلمان لانتقادات مستمرة في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية على خلفية سجله بانتهاكات حقوق الإنسان في حرب اليمن وحملة الاعتقالات وجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
ونشر موقع “GZERO” السياسي الساخر، مقطع فيديو جديد بطريقة العرض المسرحي للدمى بن سلمان بصورة ساخرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي المقطع الذي نشر على صفحة الموقع في “تويتر”، يظهر بن سلمان في اتصال مع ترامب يطلب فيه الأخير من ولي العهد بإعطائه هانتر نجل منافسه القادم بالانتخابات جو بايدن في إشارة ساخرة من الطريقة التي قتل فيها الصحفي “جمال خاشقجي”.
ويعرض ترامب على بن سلمان في المقطع، أن يعطيه ابنته “إيفانكا” مقابل تلك الخدمة، لكن ولي العهد يرفض قائلا: “إن لها حياتها”.
وفي مقطع آخر تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، يظهر بن سلمان وهو يستعرض “إصلاحاته” في فقرة كوميدية على المسرح، ومن بينها السماح بقيادة المرأة للسيارة.
كما يظهر بن سلمان في الفيديو الذي نشر أواخر العام الماضي، وهو يسخر من جريمة خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية (2 أكتوبر/تشرين الأول 2018)، ويقول إنه لم يقتل إلا صحفيا واحدا فقط.
ووسط تلك التعبيرات التهكمية، تتعالى أصوات ضحكات الجمهور الذي بدا مواجها للمنصة.
ونشر الموقع في وقت سابق، مقطعا يظهر بن سلمان مع زعماء أمريكا وروسيا وكوريا الشمالية، وهم يقومون بالعبث في مطبخ، ثم يسخرون من تركيا.
We have obtained exclusive videos of some of President Trump's "perfect" phone calls. #PuppetRegime pic.twitter.com/paq5wf7SrV pic.twitter.com/sk1pjRl8u9
— GZERO Media (@gzeromedia) December 27, 2019
وتقابل سياسات بن سلمان بانتقادات ومعارضة خارجية وداخلية ما يكشف زيف ما يروج له الذباب الالكتروني التابع للنظام بشأن الإصلاحات في المملكة.
وقد وجهت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية انتقادات شديدة اللهجة لعملية الإصلاح التي يقودها بن سلمان، وقالت إنها سطحية وهشة.
وشددت الصحيفة على أن من سمته الحاكم الفعلي للمملكة لا يجب أن يفلت من جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي التي تلقي بظلالها على جهوده الإصلاحية، والتي يحاكم فيها 11 شخصا بطريقة تُشكل نموذجا لأساليب المساءلة الغامضة.
وأكدت الصحيفة أن جريمة خاشقجي ليست القضية الوحيدة التي تلقي بظلالها على جهود إصلاح المملكة، فالاستثمارات الداخلية تراجعت، ومحاولات تحرير الاقتصاد من التبعية لقطاع النفط فشلت، ومحاولات حض النخبة السعودية على الاستثمار في الداخل لم تجد نفعا.
وختمت بالقول يبدو أن محمد بن سلمان، الذي ورط المملكة في حرب اليمن، لا يفهم سوى القليل في الجغرافيا السياسية وعن حساسية الموقع الذي ورثه، ولا يبدو أنه عانى كثيرا من تداعيات مقتل خاشقجي، ولذا لا ينبغي أن تنطلي على أحد شعارات الإصلاح الذي يدّعيه ما دام هذا الوضع مستمرا.