أجمع ناشطون حقوقيون دوليون على أن الإصلاحات في السعودية تراوح مكانها والحقوق فيها منتهكة على نطاق واسع.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها مؤسسة سكاي لاين الدولية بمشاركة سوزان كويبل الصحفية لدى دير شبيغل (DER SPIEGEL) ومؤلفة كتاب حجاب المملكة (Kingdom’s Veil) الناشطة السعودية هلا الدوسري.
وهدفت الندوة لتسليط الضوء على الواقع الحقوقي في السعودية في ظل سياسة الإصلاح التي تروج لها المملكة خلال الفترة الماضية.
وقالت سوزان إنها زارت المملكة في العقد الماضي عندما ظهرت الاصلاحات التي بدأت تقوم فيها العائلة المالكة بالمجتمع السعودي.
ووصفت الإصلاحات الجديدة والانفتاح على أنه تحول عميق في المجتمع السعودي وليس إصلاحات سطحية فحسب.
وبحسب رأيها، ركزت هذه الإصلاحات على الجوانب الاقتصادية للمملكة بينما تجاهلت في معظم الأحيان مخاوف انتهاكات حقوق الإنسان أو غيرها من المطالب الاجتماعية والسياسية المتزايدة.
دعاية الإصلاحات في السعودية
من جهتها أبرزت الدوسري أن النظام الحالي في عهد الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان يحاول تصوير نفسه على أنه المروج الوحيد لهذه الإصلاحات في حين أن الحقائق تشير إلى أن هذه الإصلاحات بدأت قبل وصولهما إلى السلطة.
وذكرت أن هذه الإصلاحات تحدث لأن المزيد والمزيد من السعوديين يفقدون خوفهم من رفع أصواتهم.
وصفت كلا من الدوسري وكوبيل بأن البلاد تتجه إلى نقطة حرجة حيث نجح ولي العهد الحالي في الترويج لثقافة الخوف.
وأكدوا على ضرورة وقف السلطات السعودية لسياسة التضيق والملاحقة في تعاملها مع النشطاء والأفراد، والعمل على تطبيق قواعد القانون الدولي التي كفلت حرية الرأي والتعبير والسلامة الجسدية.
ودعوا إلى ضرورة ممارسة المجتمع الدولي لدوره الفعال في الضغط على السلطات السعودية لوقف ممارساتها المنتهكة للقواعد القانونية.
ومؤخرا قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية إن القمع المستمر وغياب المجتمع المدني داخل السعودية يشكلان عقبات رئيسية أمام إحراز التطور والتقدم في المملكة.
وأبرزت المنظمة أن قمع المجتمع المدني المستقل والأصوات الناقدة التي يمكن أن تقدم ردود فعل موضوعية تقلل من فرص نجاح جهود الإصلاح التي أعلنت عنها السعودية مؤخراً.
وأشارت إلى أن إفراج السلطات السعودية عن بعض المعارضين والنشطاء المحتجزين ظلما.
بمن فيهم الناشطتان في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول ونوف عبد العزيز.
“إلا أنهن ما زلن يخضعن لقيود تعيق قدرتهن على التحدث علنا دون خوف من الانتقام”.
وأكدت أن هناك رجال دين بارزون ومثقفون وأكاديميون ونشطاء حقوقيون معتقلون منذ 2017 خلف القضبان.
وتابعت: يظهر استهداف السلطات التعسفي والمسيء للمعارضين والناشطين وغياب المحاسبة التام للمسؤولين عن الاعتقالات والتعذيب أن سيادة القانون في المملكة ضعيفة وأن القيادة السعودية تقوضها متى شاءت.