قال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة “أسامة بن عبدالله خياط” إن الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين “عاقبته هي الفشل وذهاب الريح، وسوء المصير والعذاب في الآخرة”.
جاء ذلك في خطبة الجمعة، التي حذر فيها المسلمين من “الانتماء إلى تنظيمات وأحزاب وجماعات مخالفة في نهجها لكتاب الله”، في إشارة وفق زعمه إلى جماعة الاخوان التي تعتبرها المملكة “تنظيما إرهابيا”.
وتأتي خطبة “خياط” تنفيذا لتوجيه وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية خطباء المملكة بتوحيد حديثهم في خطبة الجمعة للحديث عن بيان هيئة كبار العلماء حول التحذير من جماعة الإخوان.
خياط في خطبة #الجمعة: الانتماء إلى تنظيمات وأحزاب وجماعات عاقبة الفشل وذهاب الريح #رئاسة_شؤون_الحرمين https://t.co/MIySG4DazD pic.twitter.com/b7vqxeBo00
— رئاسة شؤون الحرمين (@ReasahAlharmain) November 13, 2020
كان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد “عبداللطيف آل الشيخ” وجّه خطباء الجمعة كافة بالتحذير من جماعة الإخوان، وقال في تغريدة عبر “تويتر”: “آمل منكم جميعا يفي خطبة الجمعة قراءة البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الموقرة بشأن التحذير من جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية وحزبهم”.
إخواني أصحاب الفضيلة الأئمة والخطباء في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة آمل منكم جميعاً يوم غد في خطبة الجمعة قراءة البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الموقرة بشأن التحذير من جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وحزبهم،وحذروا من هذه الجماعة المخالفة للكتاب والسنة وبينوا مخالفاتهم الشرعية.
— د.عبداللطيف آل الشيخ (@Dr_Abdullatif_a) November 12, 2020
في المقابل، هاجم مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، هيئة كبار العلماء السعودية بسبب حملتها على جماعة الإخوان المسلمين، وتجاهلها لقضايا المسلمين العامة.
جاء ذلك في مقال لأقطاي في صحيفة “يني شفق” التركية ، قال فيه إن هيئة كبار علماء السعودية التي أسستها المملكة عام 1971، ويرأسها كبير المفتين، هي مؤسسة تتحكم في الآراء والمؤسسات الدينية في البلاد، وتقدم الرأي والفتاوى في القضايا الدينية، بما في ذلك القضايا الاجتماعية والسياسية، ويتم تعيين أعضائها بأمر ملكي.
وأضاف: بما أن الملك يحمل لقب “خادم الحرمين” والدين الرسمي للبلاد هو الإسلام، فبالتالي، فإن الأولوية الأولى للهيئة المكونة هي العمل بحساسية بشأن كافة القضايا التي من شأنها أن تحمي مصلحة الإسلام والمسلمين في البلاد والعالم.
وأشار إلى أن المصالح المرسلة، أي مصلحة المجتمع، من أجل خير المجتمع الإسلامي، من المصادر الهامة للحياة في الفقه الإسلامي، وجميع القضايا التي تعود بالنفع للمسلمين أو تزيل ضررا عنهم، تعتبر مصدرا للفقه الإسلامي إلى جانب القرآن والسنة والإجماع والقياس.
وتابع، بأن الحكومة التي يتمثل واجبها الأساسي في خدمة المسلمين، ليس لها أولوية أعلى من رعاية مصالح المجتمع، والواجب الأول للعلماء هو تحديد هذه الفائدة أو تحديد المعنى الديني لها.
ولفت إلى أن العلماء الذين ليس لهم دراية بعلم المصلحة، لهم النصيب الأكبر، خلف المخاطر الحقيقية التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم.
وأضاف أن المسلمين في العالم يواجهون خطرا حقيقيا، فقد أصبحت حياة وممتلكات المسلمين في الدول الإسلامية غير آمنة، وأصبح دم المسلم رخيصا مقارنة بغيره، ليس في الدول غير الإسلامية فحسب، بل في البلدان الإسلامية ذاتها.
ولفت إلى أن معظم الأسلحة في العالم، تباع من قبل الدول غير الإسلامية، وتشتريها معظم الدول الإسلامية، كما أن معظم المسلمين يقتلون بهذه الأسلحة.
وأشار إلى أنه عندما تغيب حرية الفكر، فحرية الاعتقاد والدين تكون غير آمنة، وسجون الدول الإسلامية تضم أكثر العلماء تميزا واستنارة في شعوبهم، في وضع أسوأ من العصور الوسطى، ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب داخلها.
وشدد على أن العداء الكبير للمسلمين والكراهية المتنامية للإسلام، والهجمات على الكتاب المقدس للمسلمين، يتطلب من العلماء دون غيرهم أولا موقفا جادا.
وأضاف أنه في هذه الظروف، والأذى الذي يتعرض له المسلمون في العالم، لم نسمع من هيئة العلماء السعودية أي صوت أو موقف، وفي مقابل ذلك، أصدرت الهيئة بيانا تعلن فيه أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.
ولفت إلى أنه بصرف النظر عن المعنى الأخلاقي والديني لهذا البيان، فإن المثير للاهتمام أن هيئة العلماء تولت مهمة إعلان الإخوان منظومة إرهابية.
وأشار إلى أن بعض محاضر الاجتماعات المسربة بين المسؤولين السعوديين ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية، أظهرت أن الجانب السعودي هو الطرف الذي يحاول إقناع نظيره الأمريكي بإعلان جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
وأكد المستشار التركي أنه في سلسلة المفاوضات حول هذه القضية، قال الجانب الأمريكي إنهم لم يتمكنوا من إثبات أي نشاط غير سلمي لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك لم يستجيبوا لإصرار الجانب السعودي، مشيرين إلى أن تصنيفها كمنظمة إرهابية سيقود إلى وضع يتعارض تماما مع ادعاءات ودور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.