الأوتوقراطية .. وسيلة بن سلمان لفرض استراتيجيته الانفتاحية
قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن الأوتوقراطية هي سبيل ولي العهد محمد بن سلمان لفرض استراتيجيته الانفتاحية في بلاد الحرمين.
وتطرقت الوكالة الأمريكية إلى قرارات بن سلمان بتحجيم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية)، وتكميم الأفواه وسجن العلماء والناشطين والناشطات الحقوقيات.
وذكرت أن بن سلمان اعتمد استراتيجية التحول من الثيوقراطية إلى الأوتوقراطية كسبيل لمواجهة التشدد الديني في المملكة، وفي إطار رؤيته 2030.
وأوردت أن نظام بن سلمان حجم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية)، التي كان يأمر موظفوها (المطاوعة) المحلات بإغلاق أبوابها أوقات الصلاة، ويطلبون من الرجال الذهاب إلى المسجد والنساء بتغطية وجوههن.
ونوهت إلى أن الحاكم الشاب يريد جذب الاستثمارات الخارجية وتطوير قطاع الترفيه والسياحة، وسط منافسة شديدة مع الدول الجارة الأكثر انفتاحا من السعودية مثل الإمارات.
وأشارت إلى اختفاء المطاوعة من الأماكن العامة ومنعهم عام 2016، من اعتقال أحد أو تأنيبهم أو طلب هوياتهم.
حيث بدأ بن سلمان يسير صعودا إلى السلطة، وبات دورهم اليوم محصورا في “النصح” على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث ينصحون الناس بالحفاظ على صحتهم وحمايتها من فيروس كورونا.
وأوضحت “بلومبرغ” أن الفتاوى التي كانت تحرض على كراهية الغرب وترى أن قيادة المرأة للسيارة تؤثر على رحمها
وتحرم التنقيب في أثار الأمم التي سبقت الإسلام وعاشت في الجزيرة العربية، لا تتساوق مع هدف التنويع الاقتصادي، ولذا فإن مواجهة الثيوقراطية الوهابية تعد جزءا من مشروع بن سلمان.
ونوهت إلى إعلان النظام السعودي في فبراير/شباط الماضي، أنها تقوم بتعديل النظام القضائي، الذي يتبنى تفسيرات متشددة لقوانين الشريعة الإسلامية
وذلك من أجل تشجيع المستثمرين الذين ترددوا في السابق بسبب ما يرونه عشوائية المحاكم السعودية.
وأكدت “بلومبرغ” أن الأوتوقراطية هي سبيل بن سلمان لفرض ما يراه مناسبا لتنفيذ استراتيجيته، حيث كمم ولي العهد الأفواه وسجن الناشطات الداعيات لقيادة السيارة.
واعتقل أيضا الناقدين بلطف، مثل الداعية سلمان العودة، كما نفذ مقربون منه اغتيالا بحق المعارض الصحفي “جمال خاشقجي” عام 2018.
وأشارت إلى أن هذا النهج، خلال السنوات الخمس الماضية، ساهم في تدهور حالة حقوق الإنسان ونبذ المملكة عالميا.