تسود حالة من الصراع الخفي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والملك الأردني عبد الله الثاني حول ملف الوصاية على المسجد الأقصى والمقدسات في القدس المحتلة.
وقالت المصادر الرفيعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تغذية هذا الصراع بين البلدين العربيين؛ لتحقيق المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وأشارت إلى أن نتنياهو حاول دفع بن سلمان للحديث مع الأردن حول هذا الملف واستبعاد الأخيرة من إدارته، ولا سيما في ظل العلاقات المتوترة بين إسرائيل والأردن.
وأضافت أن بن سلمان لمح بعروض مالية وتسهيلات اقتصادية أمام الأردن، وذلك خلال زيارة العاهل الأردني ونجله العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي.
وأفادت بأن العاهل الأردني – حاول تجاهل هذا الملف لكنه كان غاضبا في نفسه –
واعتبرت المصادر محاولة ولى عهد الأردن الحسين بن عبد الله زيارة المسجد الأقصى الأسبوع الماضي بمثابة “رد أردني على عرض بن سلمان”.
وكان ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله يوشك أن يدخل بوابات الأقصى الأربعاء الماضي؛ ليثبت للعالم أن المكانة الرسمية التاريخية للأردن، كوصي على المقدسات الإسلامية.
وبحسب وسائل إعلام عبرية فإنه في اللحظة الأخيرة، ألغيت الزيارة بذريعة وجود جدل حول ترتيبات الحراسة.
وقالت إن التحرك الأردني كان ضروريا على عجل، بسبب مفاوضات يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع نتنياهو بهذا الخصوص.
وأضافت أن السعودية تسعى إلى إحلال موطئ قدم لها في القدس والأقصى، كقوة عظمى إسلامية تسيطر على مكة والمدينة، مبينة أنها تسعى لإقامة وضع جديد في القدس.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن السعودية مستعدة للاستثمار بمبالغ طائلة لتحقيق ذلك إلى جانب تطبيع علاقاتها مع “تل أبيب”.
وقالت الصحيفة: “تطالب السعودية بإدارة فعلية للمسجد الأقصى بدلا من الأردن أو إلى جانبه؛ لأن ذلك سيجلب لها مكانة دينية قوية، من خلال السيطرة على الأماكن المقدسة الإسلامية الثلاثة (..)”.
وأشارت إلى أنه بالنسبة للأردن، فإن المسجد الأقصى ليس فقط رمزا تاريخيا، بل “مرسى” وضمانة لاستقرار الحكم في المملكة.
وختمت الصحيفة الإسرائيلية: “(إسرائيل) تجد نفسها قدما بالأردن وقدما بالسعودية، وتراوح في هذا الصراع بينهما (..)، لكن الأردن لا يزال الشريك المفضل لـ(إسرائيل) بالقدس”.