ألقت الخسائر المالية الباهظة في شركة أرامكو السعودية، بظلالها السلبية على الموظفين الذين يبحثون عن فرص عمل في المملكة النفطية، إذ وصفت صحيفة بريطانية أوضاع العمال الأجانب في عملاق النفط السعودي، بـ”المأساوية”.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن وقائع مأساوية يعيشها الموظفين الأجانب في شركة أرامكو وكذلك عائلاتهم.
وذكرت الصحيفة التي أوردت شهادات الموظفين وذويهم إلى أن هذه الوقائع تتضمن التنمر والإهمال في تقديم الرعايا الصحية اللازمة ما تسبب في وفاة عدد من العاملين الأجانب.
واستشهدت الصحيفة بواقعة مهندس جنوب أفريقي أصيب بكورونا، وانتظرت عائلته خمسة أشهر لكي تتلقى تعويضات ورواتب متأخرة له من الشركة.
وأشارت إلى أن الشركة التي كانت بمثابة حلم للمهندسين الأجانب تحولت إلى مقبرة لطموحه ومؤخرا لأجسادهم كما حدث مع المهندس الجنوب أفريقي.
ونقلت الصحيفة شهادات لموظفين أكدوا أن الشركة أصبحت مضغوطة ماليا بسبب انهيار أسعار النفط الذي أثر على كامل الصناعة والضغوط التي مارسها ولي العهد “محمد بن سلمان” باتجاه سعودة القوة العاملة في المملكة بشكل أدى لدفع موظفين مهمين إلى خارج العمل والتحايل في المشاريع بحثا إن أسهل وأرخص الطرق كما حدث في مشروع تطوير جازان.
وتكشف الشهادات أيضا عن ثقافة في الشركة التي تعاني من سوء معاملة متصورة للأجانب من أصحاب الخبرة وتتراوح من التنمر إلى سوء الإدارة واتهامات بالعنصرية.
وتتركز الشكاوى على مشروع تطوير مصفاة النفط في جازان في جنوب البحر الأحمر والقريبة من الحدود مع اليمن التي تشن فيها السعودية حربا منذ خمسة أعوام.
ويتم التقليل من شأن الكثير من المشاكل في المشروع بما في ذلك الهجوم الصاروخي الذي تعرض له في تموز/يوليو لهجوم صاروخي من الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
ووصف موظف حالي الوضع فيه بأنه “قنبلة موقوتة”.
وبسبب انتشار كوفيد-19 الذي أثر على الطلب العالمي للنفط قررت المملكة تخفيض الإنتاج على أمل رفع أسعار النفط. وتم التخلي عن خدمة مئات من العاملين الأجانب في الأشهر الأخيرة، حيث حاولت الشركة التقليل من الكلفة خلال فترة هبوط أسعار النفط.
واتبعت الشركة سياسة التخلي عن خدمة الأجانب بدون النظر لأدائهم.
ويتجاوز عدد موظفي أرامكو 70 ألف شخص. ورجت تقارير استغناء الشركة عن أكثر من الآلاف منهم.
وتم تقييد ساعات العمل الإضافي والإجازات حيث أصبح العمال تحت ضغط العمل أكثر بأقل الأجور لأن أسعار النفط أصبحت أقل من 45 دولارا للبرميل.
وتراجع صافي أرباح شركة أرامكو، بنسبة 48.6% على أساس سنوي خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، مدفوعة بضغط تراجع أسعار ومبيعات النفط عالميا.
وذكرت الشركة في إفصاح للبورصة السعودية “تداول”، أن صافي ربحها بعد الزكاة والضريبة بلغ 131.31 مليار ريال (35 مليار دولار)، نزولا من 255.71 مليار ريال (68.18 مليار دولار) في الفترة المقابلة من 2019.
وتراجعت أسعار النفط الخام عالميا، لأدنى مستوى في عقدين خلال العام الجاري؛ بفعل حرب أسعار بين السعودية وروسيا، رافقها هبوط حاد في الطلب نتيجة غلق الحدود والمرافق الاقتصادية لدى غالبية دول العالم؛ للوقاية من “كورونا”.
وهبطت إيرادات أرامكو حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بنسبة 33.24% إلى 146.36 مليار دولار، نزولا من 219.23 مليار دولار في الفترة المقابلة 2019.
وبفعل هبوط الأرباح الصافية، تراجعت ربحية السهم الواحد إلى 0.67 ريال سعودي، مقارنة مع 1.28 ريال في الفترة المقابلة من 2019.
ويشكل هذا التراجع الحاد في الأرباح إحباطا كبيرا لمؤسسات محلية وإقليمية ونحو 5 ملايين فرد الذين اشتروا أسهما بـ25.6 مليار دولار في طرح أولى لشركة أرامكو، جرى في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2019.