مع تزايد تداعيات انخفاض النفط وتراجع أسعاره, توقع خبراء أن تضطر المملكة لخفض تقديراتها للنمو الاقتصادي لعام 2019 ومن الممكن أن يصل إلى مستوى الانكماش.
وقالت الخبيرة ببنك أبوظبي التجاري “مونيكا مالك”، إن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة قد ينكمش بنسبة 0.2%، مشيرة إلى أن البنك توقع في فبراير/شباط الماضي نموا بنسبة 0.9%.
وفي الإطار ذاته، قال كبير خبراء الاقتصاد للأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونوميكس ” وليام جاكسون”إن قدرا كبيرا من تخفيض التوقعات بشأن اقتصاد المملكة “يرجع إلى أثر تخفيضات إنتاج النفط التي ستمثل عبئا كبيرا على نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2019”.
وإزاء ذلك، قال اقتصادي في الرياض، طلب عدم نشر اسمه، إن “أي توقع تم قبل أكثر من شهر سيتعين تحديثه في ضوء المؤشرات التي تشير إلى دخولنا في مرحلة تباطؤ عالمي”.
وأضاف: “سيتعين على المملكة تعديل الأرقام (الخاصة بالنمو) نزولا لا سيما إذا بلغ النفط 55 دولارا وظل عندها أو انخفض دون 50 دولارا في سيناريو الركود العالمي أو حرب تجارية عامة”.
وكانت مؤسسة النقد العربي (البنك المركزي السعودي) قد توقعت أن يبلغ النمو الاقتصادي 2% على الأقل هذا العام، بينما يتوقع الاقتصاديون الآن انكماشا للمرة الثانية في عامين، أو نموا هامشيا في أفضل الأحوال.
وبينما تقدر حكومة آل سعود عجزا ماليا بنسبة 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، يقدر صندوق النقد الدولي العجز المتوقع بـ 6.5%.
ولذا يتوقع اقتصادي الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس “فيراج فوريز” أن تصبح السياسة المالية السعودية “أقل دعما” إذا ظلت أسعار النفط منخفضة، بما يؤثر سلبا على النشاط غير النفطي.
ورغم اتجاه حكومة آل سعود إلى إصلاحات اقتصادية تستهدف تنويع مصادر الدخل، إلا أن نسبة 43% من الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي لا تزال مرهونة بإنتاج النفط، ولذا أدت تخفيضات الإنتاج في السنتين الأخيرتين إلى اشتداد حدة التقلبات في النمو.
من بين 62 اقتصادا، حل اقتصاد المملكة في المرتبة التاسعة بين الاقتصاديات الأكثر بؤسا في العالم، في 2019، متراجعا مرتبة واحدة عن العام الماضي 2018، حيث كان في المرتبة العاشرة، وفق وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.
وارتفعت نسبة البطالة في المملكة إلى 12.7%، مع بلوغ عدد السعوديين الباحثين عن عمل نحو 970.2 ألف شخص، نسبة 55.3% منهم من حملة الشهادات الجامعية، حسبما أفادت الهيئة العامة للإحصاء.
وتوقعت بلومبرغ أن تسجل المملكة تضخماً بنسبة 14.4% العام الجاري.
ويعتمد مؤشر بلومبرغ للبؤس، والذي تصدرته فنزويلا للعام الخامس على التوالي، على المفهوم القديم المتمثل في أن انخفاض معدل التضخم والبطالة يوضحان بشكل عام مدى شعور السكان بالارتياح في اقتصاداتهم، إلا أنه في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الأرقام المنخفضة مضللة في الفئتين، وفق الوكالة الأمريكية.
وخفض صندوق النقد الدولي بشكل متكرر من توقعات نمو الاقتصاد العالمي العام الجاري 2019.
ويأتي هذا فيما أعلنت المملكة، أن الرياض ستستضيف أعمال الدورة الـ15 لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين في 21 و22 من نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل 2020، كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الذي يعد أهم منتدى اقتصادي دولي.