شارك مئات المسلمين في الهند في اعتصام احتجاجي حاشد في نيودلهي ضد السلطات السعودية وتسييس الحرمين وللمطالبة بإدارة إسلامية مشتركة لمكة المكرمة والمدينة.
ورفع المتظاهرون بدعوة من الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، لافتات مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية تؤكد على أن الكعبة لكل المسلمين وليس لعائلة آل سعود فقط، وأن المسلمين أجمع يطالبون بالشراكة في إدارة الحرمين.
وردد المعتصمون هتافات تؤكد على أن الحرمين لكل المسلمين، وطالبوا بوقف انتهاكات تسييس الحرمين من السلطات السعودية بما في ذلك المنع غير المبرر لحجاج ومعتمرين مسلمين من دخول المملكة لأداء الشعائر الدينية.
وتعمد السلطات السعودية إلى توظيف منابر الحرمين في خدمة سياساتها وتوجهاتها الداخلية والخارجية دون اعتبار لضرورة تجنب تسييس الحرمين.
ولطالما رددت السلطات السعودية تأكيدها على منع تسييس الحرمين ومهاجمة من يطالب بتدويله تجنبا للتوظيف السياسي له.
غير أن الواقع يظهر بجلاء أن السلطات السعودية هي من تقوم باستغلال الحرمين وتسيسمها.
إذ من خلال منابر الحرمين اعتاد خطباء السلطات السعودية إلقاء خطب تتضمن مواقف سياسية حكومية مهاجمتهم للحركات الإسلامية التي لا يرضى عنها ولي العهد محمد بن سلمان.
من ذلك تعميم وزارة الأوقاف والشئون الدينية في تشرين أول/نوفمبر الماضي الحديث في خطبة الجمعة في الحرمين لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين والتحذير من الانتماء لها.
كما تعمد بن سلمان استخدام منابر الحرمين لتبريرهم التقرب والتعامل مع إسرائيل في ذروة اللهفة الخليجية الرسمية للتطبيع.
يضاف إلى ذلك استخدام منابر الحرمين للتحريض على معتقلي الرأي وتبرير الظلم الواقع عليهم.
ووصل تسيس الحرمين من السلطات السعودية حد مباركة الانقلابات العسكرية في دول الربيع العربي والتحريض على أي تحركات شعبية تطالب بالحريات.
إضافة الى ذلك وظف بن سلمان الحرمين في خدمة أهدافه الخارجية، فأقدم لسنوات على منع الحج عن القطريين إلا عبر مكرمة ملكية تقدم لهم عبر أمير قطري معارض.
كما تعاملت السلطات السعودية بتعنت شديد مع السورين واليمنيين بفرض قيودا صعبة قللت من فرصهم في أداء مناسك الحج والعمرة.
كما لطالما تعمد النظام السعودي تبني تصفية حسابات سياسية مع دول بعينها من فرض إجراءات المنع على مسلميها من الوصول إلى الحرمين.
في الوقت نفسه يستخدم ولي العهد منابر الحرمين بالفرض على الخطباء ضرورة الدعاء الطويل له ولوالده الملك لزيادة شعبيتهما.
وتظهر هذه الخطوات والمواقف متجمعة أن السلطات السعودية هي من تقوم بالاستغلال السيسي للحرمين وهي من تقوم بتسيسهما.