عشرات الكتاب العالميين يرفضون استضافة السعودية مؤتمرا دوليا
احتجت مجموعة تتألف من أكثر من 80 مؤلفاً لأدب الفانتازيا والخيال العلمي على إمكانية استضافة السعودية أحد أكبر المؤتمرات الأدبية عام 2022، قائلين إن “النظام السعودي مناهض لكل ما يرمز إليه هذا النوع من الأدب”.
وذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أنه بقيادة كاتبة الفانتازيا آنا سميث سبارك، وقع كُتاب من بينهم تشارلز ستروس وجولييت ماكينا وستان نيكولز وكاتريونا وارد على خطاب مفتوح، يعترضون فيه على محاولة جدة استضافة مؤتمر الخيال العلمي العالمي في غضون عامين.
وفي إشارة إلى القيود المتصاعدة على حرية التعبير، وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، يجادل الكتاب بأنه من غير المقبول تنظيم حدث دولي على هذه الخلفية.
في الرسالة الموجّهة إلى مجلس الجمعية العالمية للخيال العلمي (WSFS) ورئيس مؤتمر الخيال العلمي “Worldcon” لعام 2020، نورمان كاتس، كتبوا: “على المستوى الشخصي، نلاحظ أن الكثير منا لن يكونوا قادرين على الكتابة أو العيش بحرية بموجب القانون السعودي. نرفض حضور حدث إذا كان هؤلاء الموظفون القائمون على التنظيم لا يستطيعون الحصول على نفس الحريات الأساسية”.
مؤتمر WorldCon، يُعلن فيه عن الفائزين بجوائز “هوغو” المرموقة، وهي فعالية سنوية تقام منذ عام 1946، ويصوت أعضاء WSFS على موقع إقامة الفعالية وعلى الفائزين بالجوائز. وستُقام فعالية هذا العام في نيوزيلندا، يوم السبت 1 أغسطس/آب، والعام القادم في واشنطن العاصمة. وبالإضافة إلى جدة، قُدم عرض من مدينة شيكاغو لاستضافة مؤتمر عام 2022.
وبينما يعترف الكُتاب بأن عقد المؤتمر في جدة “سيفتح عالماً جديداً لجمهور هذا النوع الأدبي الذين قد لا تتاح لهم فرصة السفر لحضور المؤتمر أبداً، ويبدون التضامن مع المجتمعات الإبداعية داخل السعودية والدول العربية الأخرى”، فإنهم يؤكدون أن “النظام السعودي هو نقيض لكل ما يمثله أدب الفانتازيا والخيال العلمي”.
كما أضافوا: “نحن نقف متضامنين مع أولئك الذين يسعون للتغيير في البلاد. ونحن نكتب هذا احتجاجاً، ولكن أيضاً على أمل أنه من خلال رفع مستوى الوعي بالوضع السياسي في السعودية سيكون من الممكن يوماً ما إقامة مؤتمر WorldCon هناك”.
وقال ياسر بهجت، أحد مؤلفي الخيال العلمي الذي يقود ملف Jeddicon، وهو العنوان الذي حمله العرض السعودي لاستضافة المؤتمر، لـ The Guardian في بيان، إنه “قلق للغاية” من رسالة الكُتاب.
كما أوضح: “نحن نؤمن بحقهم في التعبير عن مخاوفهم أو حتى كرههم لإقامة WorldCon في السعودية، ولكن المطالبة بعدم السماح لنا بطلب استضافة ذلك تبدو أمراً سخيفاً، وغير صحي بالنسبة لـWorldCon على المدى الطويل. إن WorldCon محدود بالفعل في انتشاره، لأنه يركز بشكل رئيسي على دول الثقافة الغربية، وما دام WorldCon مؤتمراً عالميا، فيجب أن يتقبل جميع العالم”.
أضاف: “هذا لا يعني أن مجتمع الكُتاب لا يجب أن يحاول جعل العالم مكاناً أفضل، بل يعني فقط أن هناك فارقاً بين الدعوة للتغيير الذي تعتقد أنه سيجعل العالم مكاناً أفضل، والمطالبة بالتزام العالم بمعاييرك الأخلاقية الخاصة. عندما تُستخدم هذه النغمة، فإنها لا تختلف عن النغمة المتشددة على الجانب الآخر”.
بينما قال سميث سبارك إن الاستجابة الأولية من WSFS رفضت مخاوف المؤلفين، لكن استجابة القراء والكتاب والناشرين كانت “إيجابية بشكل مدهش”.