كشف حساب حقوقي النقاب عن استدعاء النظام السعودي الداعية عائض القرني، المعروف بولائه لولي العهد، للتحقيق.
وقال حساب “معتقلي الرأي”: أنباء عن استدعاء الشيخ #عائض_القرني للتحقيق، وذلك على خلفية قصيدة نشرها فُهم منها أنها “وعيد” لبايدن بالدفاع عن ولي العهد.
وجاءت قصيدة القرني بعد التقرير الأمريكي حول إدانة بن سلمان بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018.
? عاجل
أنباء عن استدعاء الشيخ #عائض_القرني للتحقيق، وذلك على خلفية قصيدة نشرها فُهم منها أنها "وعيد" لبايدن بالدفاع عن ولي العهد، بعد نشر تقرير #خاشقجي. pic.twitter.com/RKHnbgUj7C— معتقلي الرأي (@m3takl) March 6, 2021
ونجح نظام آل سعود في ترويض عدد من الرموز الدينية المعارضة بشكل كامل, فمن داعية ينادي بالجهاد ويناصر الإخوان ويعارض سياسات الدولة, إلى شيخ يتبرأ من ماضيه وينقلب على رفاق الصحوة. إنه المرتزق عائض القرني.
القرني احد مؤسسي تيار الصحوة في المملكة الذي كان يعارض سياسات النظام, ليصبح داعية ولي الأمر وليعلن بأنه سيف من سيوف الدولة السعودية.
جاءت حقبة ابن سلمان لتُمثّل ذروة تماهي القرني مع سلطات آل سعود, ورفضه لماضيه، وتجلّى ذلك في علاقته بالشيخ سلمان العودة، أحد أقرب رفقاء القرني، وكان يقول عنه: “الشيخ سلمان العودة عرفته قريبا وحبيبا، وعِرضه عِرضي، ودمه دمي، ومبدؤه مبدئي”.
لكن حينما اعتُقل العودة عام 2017، لم يُشِر له القرني بكلمة واحدة، بل استمر في ترديد نفي تهمة الظلم عن ولاة الأمر، فهم يُحاكمون من يستحق المحاكمة فقط.
هذه المفارقة ليست جوهرية، لكنها تسعة أعوام تشي بتغيرات طالت الفكر الديني ورموزه في داخل الدولة، حتى بات رجل الدين في المملكة التي صدّرت رموزا دينية للعالم الإسلامي أجمع شبهة تحتاج إلى التطهر المستمر على ترمومتر السياسة.
جريمة السفارة
وأبرز تقرير الاستخبارات الأمريكية بشأن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي التأكيد مجددا على سمعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوصفه “حاكم شرير”.
كان خاشقجي قتل بالفعل داخل القنصلية، وخنق، وتقطعت جثته إلى أشلاء على يد مجموعة من القتلة الذين استقلوا طائرات خاصة.
حتى أن أحد أعضاء الفريق تنكر في هيئة خاشقجي، وارتدى ملابسه، وظهر أمام كاميرات المراقبة في شوارع إسطنبول، ليبدو الأمر وكأنه غادر مبنى القنصلية بأمان.
كل هذا كان معلوما للجميع منذ 2018، فسرعان ما ألقت الـ”سي آي أيه”، آنذاك، باللوم على “بن سلمان”، وتسرب هذا الاستنتاج.
وبحماس، قدمت تركيا، وهي منافس إقليمي للسعودية، تفاصيل تحقيقاتها إلى الصحفيين.
لا يضيف التقرير الأمريكي الصادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية، الجمعة، أي معلومات جديدة، ولا يقدم، على سبيل المثال، أي دليل قاطع على جريمة بن سلمان.
وبدلا من ذلك، يستشهد بتفاصيل ظرفية مثل سيطرة ولي العهد السعودي على الجهاز الأمني بالمملكة، وتورط مستشار مقرب منه في عملية قتل خاشقجي.
ويخلص التقرير إلى أنه “من المستبعد للغاية أن يقوم المسؤولون السعوديون بعملية من هذا النوع دون إذن ولي العهد”.
رؤساء أمريكا
ربما يعرف عملاء أمريكا أكثر مما تم السماح بنشره؛ فما أفرجوا عنه كان مجرد نسخة منقحة من تقرير سري.
لكن حتى ذلك كان، بالنسبة لـ”ترامب”، أكثر من المسموح بالكشف عنه، لقد تمتع بن سلمان بعلاقة وثيقة مع إدارته، لا سيما مع “جاريد كوشنر”، صهر الرئيس ومستشاره.
وفي عام 2019، أقر الكونجرس قانونا يلزم ترامب بالإفراج عن نسخة غير سرية من تقرير الاستخبارات الأمريكية يمكن نشرها على الملأ،.
لكن ترامب تجاهل ذلك، وفي مقابلة مع “بوب وودوارد”، وهو صحفي في صحيفة “واشنطن بوست” لاحقا، تفاخر “ترامب” بحماية الأمير، قائلا: “لقد أنقذت مؤخرته”.
وحسب ما ورد قال “ترامب”: “لقد تمكنت من إقناع الكونجرس بتركه وشأنه”.