ازدراء بايدن لمحمد بن سلمان يتجاوز الأعراف الدبلوماسية
سلطت وسائل إعلام أمريكية الضوء على تعمد الرئيس الأمريكي جو بايدن ازدراء ولي العهد محمد بن سلمان بما يتجاوز الأعراف الدبلوماسية في العلاقات الدولية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بن سلمان بات يعاني من أزمة دبلوماسية صارخة في علاقاته مع الإدارة الأمريكية الحالية في ظل تعمد تهميشه.
وذكرت الصحيفة أن بايدن رفض طلبات متكررة بعقد لقاء علني مع محمد بن سلمان أو مجرد الحديث الهاتفي معه.
ونبهت إلى أن بايدن انتقد الرئيسين الصيني والروسي لعدم حضورهما القمة شخصياً إلى قمة المناخ العالمية في غلاسكو فيما تجاهل تماما ذكر بن سلمان في الأمر لأنه يرفض التواصل معه، ويتركه منبوذا في المحافل الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ازدراء بايدن يزعج محمد بن سلمان، الذي كان يحظى بدعم قوي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
وأبرزت أن مشاكل بن سلمان مع الإدارة الأمريكية الحالية تطال الجوانب القانونية كذلك إذ أن الحكم المرتقب من قاضي المحكمة الجزئية في العاصمة واشنطن ناثانيال جورتون في القضية التي رفعتها الرياض ضد المسؤول الاستخباري السابق سعد الجبري قد يؤدي أيضًا إلى رفض قضية مماثلة رفعتها الحكومة السعودية في أونتاريو كندا بسبب حظر وزارة العدل المفروض على الجبري في كشف اي معلومة.
وأوضحت أن قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ناثانيال جورتون أمهل شركة سكب السعودية حتى التاسع من الشهر الجاري لإظهار سبب وجيه لعدم رفض القضية المرفوعة من الشركة ضد الجبري بعد أن قالت وزارة العدل الاميركية إن محاكمة المسئول السعودي السابق ستكشف أسرارا تضر بالأمن القومي الاميركي.
وقبل أيام كشفت مصادر دبلوماسية عن سر امتناع ولي العهد محمد بن سلمان في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في قمة المناخ الدولية في مدينة غلاسكو الاسكتلندية.
وقالت المصادر ل”سعودي ليكس”، إن بن سلمان قرر عدم الحضور في قمة المناخ في آخر لحظة رغم وجود اسمه على قائمة الحضور بسبب أن الزعماء السياسيين في العالم رفضوا مقابلته.
وتغيب بن سلمان لأول مرة منذ سنوات عن قمة العشرين الدولية التي افتتحت أعمالها أمس في العاصمة الإيطالية روما.
ويعبر ذلك عن تنامي حدة العزلة الدولية التي يواجهها بن سلمان ورفض قادة العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن مجرد الظهور تحت سقف قاعة واحدة معه وليس فقط رفض لقائه.
وكان مسؤول أمريكي رفيع أكد الثلاثاء الماضي، أن بايدن لا يخطط للقاء محمد بن سلمان على هامش قمة المناخ.
وقال جيك ساليفان، مستشار بايدن للأمن القومي، ردا على سؤال حول ما إذا كان بايدن سيناقش زيادة إنتاج النفط في قمة العشرين مع ابن سلمان: “ليس لدي ما أعلنه عن الاجتماع المحتمل. لا نعرف حتى من سيمثل السعودية في هذا الحدث. دعونا نرى ما سيحدث في الأيام المقبلة”.
وبدأ قادة دول مجموعة العشرين اعتبارا من أمس اجتماعاتهم في روما، في قمة لبحث مسائل تراوح بين مكافحة وباء كوفيد-19 وإنعاش الاقتصادي العالمي وخصوصا مسائل المناخ.
ووجه الملك سلمان كلمة مسجلة لقمة العشرين أكد فيها أن المملكة ستواصل دعم استقرار وتوازن أسواق النفط كما أنها تدعم جهود إمداد العالم بالطاقة النظيفة.
وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما. إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة.
وقبل يومين أوردت صحيفة الغارديان البريطانية أن محمد بن سلمان أصبح مادة ساخرة في الإعلام الأجنبي بعد أن طالبت الحكومة السعودية من بايدن بمزيد من الاهتمام الشخصي والاتصال بولي العهد وأن لا يستمر بتجاهله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما سئل بايدن مؤخرا عما إذا كانت أسعار النفط ستنزل قريبا، قدم الرئيس الأمريكي تفسيرا خفيا لكيفية إلقاء اللوم جزئيا على الأقل على علاقاته المتوترة مع السعودية.
وأشار بايدن إلى أن ارتفاع أسعار النفط تحدث انتقاما لقراره الشخصي بعدم التحدث مع ولي العهد محمد بن سلمان أو الاعتراف به.