فضح ارتباك محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة أمريكية تورطه الفعلي في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي ومحاولته في عجز تام التنصل عن المسئولية المباشرة للحادثة.
وصرح مارتن سميث مُعِدُّ الفيلم الوثائقي عن محمد بن سلمان أن الأخير أصر على أن يكون لقاؤه من دون كاميرا، في ديسمبر 2018، وهو ما حدث يومها، لكن سميث حوَّل ذلك اللقاء إلى فيلم وثائقي يصل إلى ساعتين.
وقد كشف الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة “بي بي إس” الأمريكية، عن قصة صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى الحكم، وكيف تمكن من الإطاحة بالأمير محمد بن نايف من منصب ولي العهد، مروراً بالاعتقالات، ووصولاً إلى جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
ومن المقرر أن يتم بثه عبر الشبكة يوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل تحت اسم “ولي عهد السعودية”
ينقل سميث عن بن سلمان قوله عن مقتل خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر 2018، إن الجريمة حدثت في أثناء توليه منصب ولي العهد، مضيفاً: “أتحمل كل المسؤولية، لأنه وقع في ظل سلطتي، لا أريد أن أقول لك: لم أفعلها أو فعلتها أو أي شيء آخر، هذه تبقى مجرد كلمات”.
وعندما سأل الصحفي، بن سلمان كيف يمكن أن تحدث العملية دون علمه، أجابه بقوله: “الحوادث تحصل، هل لك أن تتخيل أن لدينا 20 مليون شخص و3 ملايين موظف حكومي، أنا لست جوجل ولا كمبيوتراً خارقاً يمكنه مراقبة 3 ملايين شخص”.
وعن استخدام فريق الاغتيال طائراته الخاصة لنقلهم إلى إسطنبول حيث وقعت الجريمة، قال بن سلمان: “لديّ مسؤولون ووزراء لمتابعة الأمور وهم يتحملون المسؤولية، إذ لديهم صلاحيات القيام بذلك”.
وعن مراسلاته مع مستشاره السابق سعود القحطاني يوم حادثة اغتيال خاشقجي، قال بن سلمان: “نعم، صحيح كان بيننا رسائل نصية بشكل يومي”، ثم أصر على أن الرسائل فيما بينهما كانت “بريئة”.
وخلال الوثائقي تهرَّب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من سؤال الصحفي سميث عن مكان سعود القحطاني الموجود على لائحة الاتهام الأمريكية للأشخاص الضالعين في اغتيال خاشقجي.
وعندما طلب سميث من الجبير الإجابة، طلب منه توجيه السؤال إلى المدعي العام السعودي.
يعطي الفيلم الوثائقي الانطباع من خلال لقاءات مع مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” وآخرين، بأن محمد بن سلمان متعطش إلى السطوة والسيطرة على كل الشرق الأوسط.
ويشير الفيلم الوثائقي إلى محاولة بن سلمان إحكام الداخل السعودي بقبضة من حديد، وشنه الحرب في اليمن، إضافة إلى “مغامرته الدبلوماسية ضد دولة جارة”، في إشارة إلى الحصار المفروض على قطر منذ يونيو 2017.
ويشير مسؤولون آخرون سابقون في المملكة أدلوا بشهادات خلال الوثائقي، إلى أن حصار قطر الذي تزعمته السعودية دفع الدوحة إلى التأقلم معه دون أية مشاكل اقتصادية كبرى، بل “ازدهرت” من بعده.
كما تضمن الفيلم الوثائقي كيفية تمكُّن بن سلمان من الإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف، من أجل الوصول إلى المنصب، وهو ما حدث لاحقاً، إضافة إلى الحديث عن الاعتقالات التي شنها ضد رجال أعمال وشخصيات من العائلات المالكة.
ويأتي بث الفيلم بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي قُتل في 2 أكتوبر من العام الماضي.
وأحدثت الجريمة صدى دولياً واسعاً، وشغلت الرأي العام، وتسببت في توتر علاقات كثير من الدول مع السعودية، وسط اتهام أطراف مختلفة لمحمد بن سلمان بالتورط شخصياً فيها.
وفيما يلي جزء من الحوار بين الطرفين:
– الصحفي: كيف يمكن للجريمة أن تقع دون علمك؟
– بن سلمان: “الحوادث تحدث، هل لك أن تتخيل؟ لدينا عشرون مليون شخص، ولدينا ثلاثة ملايين موظف حكومي، لست غوغل ولا حاسوبا خارقا لمراقبة أكثر من ثلاثة ملايين شخص”.
– الصحفي: سألته، وهل بإمكانهم استخدام إحدى طائراتك؟
– بن سلمان:” لدي مسؤولون ووزراء لمتابعة الأمور، وهم يتحملون المسؤولية، لديهم السلطة للقيام بذلك”.
– الصحفي: سألته، ولكن خلال العملية كان القحطاني يرسل لك رسائل إلكترونية؟
-بن سلمان: “نعم، إنه يرسل لي رسائل بشكل يومي”.