اختفاء قسري لأميرة يثبت تحول المملكة لدولة بوليسية
استنكر الباحث والأكاديمي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي استمرار اختفاء الأميرة بسمة بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، معتبرا أن قضيتها دليلا صريحا على نموذج الدولة البوليسية في المملكة.
وعبر حسابه على “تويتر”، أعاد “الغامدي” نشر ما نقلته مجلة “نيوزويك” الأمريكية بشأن اختفاء الأميرة، مشيرا إلى أن الاعتقالات لا تزال مستمرة في المملكة، وتطال أفرادا من العائلة المالكة، مشددا على أنه “لم يعد هناك أمان لأي أحد مهما كان”.
وأضاف: ” الجميع يعيش في دولة بوليسية زعيمها ولي العهد محمد بن سلمان”.
وأورد تقرير “نيوزويك” أن “بسمة بنت سعود” قيد الإقامة الجبرية حاليا على الأرجح، للاشتباه بمحاولتها الفرار من المملكة في مارس/آذار الماضي، عندما كانت باتجاه السفر إلى سويسرا للحصول على “رعاية طبية عاجلة”، قبل أن تعيدها سلطات المملكة من المطار، ولم يعد من الممكن الوصول إليها منذ ذلك الحين، بحسب التقرير.
وكانت الأكاديمية والناشطة السعودية المعارضة “مضاوي الرشيد”، قد نوهت، عبر حسابها بـ”تويتر”، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى أنه سيتم إعلان خبر اعتقال أميرة سعودية قريبا، مشيرة إلى أن هذه الأميرة “اختفت منذ فترة” وأنها “معروفة للداخل والخارج”.
وطالما عبرت الأميرة “بسمة” عن دعمها لعمل إصلاحات دستورية وللقضايا الإنسانية سواء في المملكة أو في جميع أنحاء المنطقة، من خلال وسائل الإعلام العالمية المختلفة، إلى حد مطالبتها، في يناير/كانون الثاني 2018، بإنهاء الحرب في اليمن، عبر قناة “بي بي سي عربية”.
وكانت الأميرة بسمة داعمة لعمل إصلاحات دستورية وللقضايا الإنسانية سواء في المملكة أو في جميع أنحاء المنطقة، وقد عبرت عن ذلك من خلال وسائل الإعلام العالمية المختلفة.
ويأتي (احتجاز) الأميرة المزعوم في وقت اكتسبت فيه آراء مماثلة غضب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرى فيه كثيرون حاكماً فعلياً للبلاد. وربطت تقارير إعلامية سابقة بين هذا الغضب وبين حالات اغتيال واختفاء وسجن وترهيب طالت بعض منتقديه، ومنهم من فروع العائلة المالكة أيضاً.
وقال المصدر إن الأميرة بسمة احتجزت في مارس/ آذار من هذا العام للاشتباه في محاولتها الفرار من البلاد مع ابنتها، بعد أن كان من المقرر أن تسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج.
وتظهر وثائق أن الأميرة لديها تصاريح للسفر من جدة في 18 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي برفقة ابنتها، للحصول على رعاية طبية عاجلة حسب طلب طبيبها السويسري.
وقال ليونارد بينيت المحامي الذي رتب عملية السفر، إن طائرة الأميرة بقيت على الأرض ولم يسمح لها بالمغادرة.
وأوضح بينيت أنه بعد حوالي شهرين من تلك الواقعة “اختفت الأميرة تماماً ولم نعد نعرف أين هي، ولم يكن أحد يعرف مكانها، كنا نخشى الأسوأ بالفعل”. ولكن بعد محاولات متواصلة للاتصال بها “عادت إلى الظهور، وبدت وكأنها رهينة”.
وعلى الرغم من أن السجلات تظهر أن الرحلة كانت متجهة إلى جنيف، إلا أن المحامي بينيت قال إنه كان من المقرر أن تسافر الأميرة عبر تركيا والتي تعتبرها الرياض دولة معادية، ما جعل الرحلة تثير شكوك البعض.
المصدر المقرب من الأميرة بنت سعود قال: “لقد أجروا تحقيقًا لمعرفة ما إذا كانت (مزاعم محاولة الفرار) صحيحة أم لا وعلى الرغم من انتهاء تلك التحقيقات، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يكن هناك إجابة”.. “لقد ثبت أنها كانت معلومات خاطئة، إلا أننا لا نزال لا نعرف سبب احتجاز الأميرة”.
وقال المصدر إنه لا يعرف من الذي أمر بالقبض على الأميرة بسمة، لكنه أصر على أن المسألة ليست ذات دوافع سياسية وأن ما حدث لم يصدر به أمر، بمعرفة أفراد العائلة الحاكمة.
مصدر آخر يعد صديقاً وزميل عمل للأميرة – لم يرغب في ذكر اسمه – قال إنها فقدت منذ شهر آذار/ مارس، لكنه أضاف بأن العائلة الحاكمة لابد وأنها تعرف أين تكون الأميرة.
ويقول المصدر: “هناك مصدران آخران يقولان إنهما لا يعتقدان أن ولي العهد محمد بن سلمان يعرف بما حدث، لكنني أختلف مع هذا القول، فهو يعرف بالفعل. لذلك نريد أن نعرف ماهية وضع الأميرة، ولماذا يتم احتجازها؟”