التزم نظام آل سعود الصمت التام إزاء اتفاق إسرائيل والإمارات على التطبيع برعاية أمريكية وسط تكهنات واسعة بأن تسير المملكة على نفس الدرب قريبا.
ولم تصدر السعودية أي موقف رسمي تجاه الاتفاق الذي قوبل برفض فلسطيني شديد، فيما يبدو أنه علامة رضا غير معلنة في هذه المرحلة لاسيما في ظل تقارب نظام آل سعود مع إسرائيلي مؤخرا.
واستذكر مغردون موقف سعود القحطاني مستشار ولي العهد محمد بن سلمان السابق المناهض لتطبيع قطر مع إسرائيل واعتبره “طعنة جديدة في ظهر الموقف العربي والإسلامي الموحد”.
سعود القحطاني: تطبيع #قطر مع #إسرائيل طعنة جديدة من #تنظيم_الحمدين في ظهر الموقف العربي والإسلامي الموحد.#التطبيع_الإسرائيلي_القطري pic.twitter.com/Sta46PlQRR
— جـ ر يـ د ة ا لـ ر يـ ا ض (@AlRiyadh) March 4, 2018
في المقابل أطلق إعلاميون مقربون من سلطات آل سعود مواقف مرحبة بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي منهم الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد الذي كتب على حسابه في تويتر أن اتفاق أبوظبي وإسرائيل “خطوة عظيمة تخدم الشعب الفلسطيني اولاً والامارات والعرب ثانياً”.
خطوة عظيمة تخدم الشعب الفلسطيني اولاً و #الامارات والعرب ثانياً https://t.co/xcVc5TlotO
— عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) August 13, 2020
في هذه الأثناء صرح جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن دولة عربية أخرى ستعلن خلال الأيام القليلة القادمة اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك أمور يتم ترتيبها حالياً ولكنني لا أستطيع التحدث بالتفصيل عن الأمر.
وفي السياق أعلن مايك إيفانز مستشار ترامب، ومؤسس متحف “أصدقاء صهيون” في القدس المحتلة بأنه “لا أشك أبداً أن محمد بن سلمان سيخطو نفس خطوة ابن زايد قريباً، إنها مسألة وقت، فعندما التقيته تكلم بدعم إسرائيل أكثر من اليهود أنفسهم”.
وكان أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين إلى أنه من المتوقع حدوث مزيد من الاختراقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وستتجه الأنظار إلى السعودية ذات الثقل الإقليمي الكبير، علما أنّ موقفها الرسمي يقوم على أن تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شرط مسبق لتطبيع العلاقات.
لكن يبدو أن هناك مؤشرات على تقارب محتمل بغض النظر عن ذلك، في تحول يقوده بن سلمان الذي فتح مؤخرا مجال المملكة الجوي لأول مرة لطائرة ركّاب متّجهة إلى إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست في مهرجان سينمائي قبل أن يتم إلغاؤه بسبب فيروس كورونا المستجد.
واستضاف الملك سلمان بن عبد العزيز لأول مرة في الرياض حاخامًا مقيما في القدس. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة للحاخام ديفيد روزن مع الملك سلمان ووصفتها بـ”لحظة ثورية”.
وقال مارك شناير الحاخام الأميركي الذي تربطه علاقات بالمملكة والخليج “يدرك السعوديون الدور المهم الذي تلعبه إسرائيل في المنطقة”.
وتابع “قبل عامين فقط، أخبرني (الأمير) خالد بن سلمان (نائب وزير الدفاع) أن المملكة تعرف أن إسرائيل جزء لا يتجزأ من تحقيق خطتها الاقتصادية لعام 2030” التي أعلن عنها ولي العهد في 2016.
ويثير الاتفاق الجديد بين الإمارات وإسرائيل أسئلة حول مصير مبادرة السلام العربية التي ولدت سنة 2002 برعاية الرياض وتنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.