توقع قادة إسرائيليون، إتمام اتفاق تطبيع مع النظام السعودي في غضون العام الجديد 2021.
ورجح هؤلاء أن اتفاق تطبيع مع الرياض لن يكون في الأشهر الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتأتي هذه التقديرات الجديدة في أعقاب سلسلة من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين في الأشهر الأخيرة.
والتي أضيفت إلى اتفاقيات تطبيع أبرمتها إسرائيل مع أربع دول عربية.
وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين قال إن صفقة يمكن أن تتحقق خلال السنة المقبلة مع السعودية.
وكشفت وسائل إعلامية عبرية النقاب عن لقاء عقد في تاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مدينة نيوم السعودية.
وجمع اللقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تاريخ من العلاقة
ونشرت مجلة “أتالايار” الإسبانية، مؤخرا، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أسرار العلاقة بين المملكة وإسرائيل.
وقالت المجلة إن المملكة تمثل جزءا أساسيا من لغز التطبيع الذي يشمل عدة دول عربية، وذلك ليس فقط بسبب مكانتها كقوة إقليمية.
وإنما أيضا بسبب الثقل الرمزي الذي يتمتع به العاهل السعودي؛ بصفته خادم الحرمين الشريفين ومناصرا كلاسيكيا للقضية الفلسطينية.
لكن التغيّر في الديناميكيات الإقليمية خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت إيران الآن في نظر عائلة آل سعود وحلفائها تشكل تهديدا رئيسيا للكثير من الأطراف.
وأشارت المجلة إلى أن دور السعودية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لطالما كان كلاسيكيّا، يقتصر على الوساطة والجهود الدبلوماسية.
وقالت رغم دعمها للشعب الفلسطيني، لم ترفض السعودية وجود إسرائيل رفضا مطلقا.
وأضافت أن المعاملات بين إسرائيل والسعودية قائمة على علاقة دبلوماسية صامتة وواقعية، عملتا من خلالها على تعزيز المصالح المشتركة بتكتم.
وبالمثل، لم تكن العلاقات بين السعودية وفلسطين دائما جيدة، حيث عانت أيضا من لحظات توتر أدت إلى تدهور الصداقة في مرحلة ما.
ونوهت إلى أنه من المفارقات أن أولى لحظات التعاون بين السعودية وإسرائيل حدثت بعد حرب الأيام الستة في سنة 1967.
فاستولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة وهضبة الجولان والقدس والضفة الغربية.
وأيدت السعودية رسميا قرار الخرطوم، الذي عبر عن الموقف الرسمي لجامعة الدول العربية، الرافض للتوقيع على السلام والاعتراف بإسرائيل والتفاوض معها.
لكن في العام نفسه، سمحت إسرائيل لخط الأنابيب العربي “تابلاين”، الذي يمتد من السعودية إلى لبنان عبر هضبة الجولان (التي احتلتها إسرائيل مؤخرا)، بالاستمرار في العمل.
نقطة تحول
وذكرت المجلة الأسبانية أن حرب الأيام الستة شكلت نقطة تحول في العلاقات بين السعودية وفلسطين.
في سنة 1981، تغيّر دور السعودية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتحولت إلى الوساطة وتقديم مقترحات لحل النزاع سلميا، وذلك من خلال مبادرة السلام السعودية 1981.
وتلك المبادرة التي اقترحت الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها في سنة 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
ورغم رفض الاحتلال لهذه الخطة، إلا أنها تضمنت اعترافا ضمنيا من جانب آل سعود بدولة إسرائيل.