زاد ولي العهد محمد بن سلمان من خطواته الغاضبة، وكرر أكثر من مرة اتصالاته الثنائية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لمواجهة الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكشفت القناة 11 العبرية النقاب عن أن الحاكم الفعلي للمملكة يسعى إلى تشكيل تحالف ثنائي مع إسرائيل في مواجهة الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي يبدو غاضبا على كلتاهما.
وقالت القناة إن السعودية لا تخف قلقها من غضب بايدن عليها بسبب ملف حقوق الانسان الى جانب رغبته بالعودة للاتفاق النووي مع ايران، وغيرها من الملفات.
وأشارت إلى أن “تل أبيب” تقوم بتسويق نفسها أمام دول الخليج باعتبار أنها الوسيط القادر على التواصل مع بايدن.
لكن في الحقيقة أن سفير إسرائيل في واشنطن كان توسل للرئيس الأمريكي أن يجري اتصالا هاتفيا مع نتنياهو.
وأضافت القناة أنه في الحقيقة: إسرائيل مذعورة أكثر من السعودية بشأن الملف النووي والملفات الأخرى.
وتابعت: “هذا القلق في الرياض ظهر في المحادثات بين الأطراف، ربما من ضمن اعتقاد في الجانب السعودي بأن إسرائيل تستطيع لاحقاً أن تساعد بطريقة ما الرياض مقابل الإدارة الجديدة”.
وكان دبلوماسي أمريكي رفيع قال إن الأيام التي كان لبن سلمان اتصالا مباشرا مع البيت الأبيض انتهت.
واعتبر الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر الذي عمل مفاوضاً في إدارات ديموقراطية وجمهورية أن الرئيس جو بايدن يرسل رسالة لا لبس فيها إلى السعودية.
وأضاف “الأيام التي كان لبن سلمان فيها اتصالا مباشرا مع البيت الأبيض، قد ولّت، على الأقلّ حتى الآن”.
تقيم العلاقات
يأتي ذلك فيما يسعى بايدن الى إعادة تقييم علاقته مع السعودية، وإظهار الفرق في الملف السعودي مع نهج سلفه دونالد ترامب.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي خلال مؤتمرها الصحافي “كنا واضحين منذ البداية بأننا سنعيد ضبط علاقاتنا بالسعودية”.
ولدى سؤالها عن إمكان إجراء بايدن محادثات هاتفية مع بن سلمان الذي كان المحاور المفضّل للإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
أشارت ساكي بكل وضوح إلى أن هذا الأمر ليس على جدول الأعمال.
وأوضحت أن “نظير الرئيس هو الملك سلمان وهو سيتحادث معه في الوقت المناسب”.
وكان ترامب دعم بن سلمان بشدة، كما أن علاقة صهره جاريد كوشنر بولي العهد أحدثا تغييراً في المعطيات.
واستقبل ترامب في العام 2018 محمد بن سلمان في البيت الأبيض، وذهب به الأمر إلى أن شدد على “صداقته الكبيرة” مع الأخير.
وقال حينها “نفهم بعضنا بعضًا”، بل وأعلن لاحقا أنه من يحمي “مؤخرة” بن سلمان.
وكشف مصدر في الديوان الملكي عن رد فعل مثير لولي العهد محمد بن سلمان بعد استبعاده رسميا من التواصل مع البيت الأبيض.
وقال المصدر لـ”ويكليكس السعودية” إن بن سلمان شعر بالصدمة الشديدة وأظهر ارتباكا كبيرا في رد فعله.
وأوضح المصدر أن ولي العهد يشعر بالعزلة بعد استبعاده من البيت الأبيض وبدأ يتحدث مع المقربين منه عن مخاوفه من الأسوأ في العلاقة مع واشنطن.
ومن ذلك يخشى بن سلمان دعم واشنطن دعم أمراء منافسين له على العرش في المرحلة المقبلة.