آل سعود يعزز قنوات اتصال مع النظام السوري
تتواتر التقارير عن بدء نظام آل سعود في فتح قنوات اتصال مع النظام السوري من خلال وكلاء لها في العالم العربي بما يشكل انقلابا على موقف المملكة إزاء الأزمة السورية.
ولسنوات دعم نظام آل سعود ميليشيات مناهضة للنظام السوري وقاد حملة لإخراج دمشق من الجامعة العربية قبل أن يعود ويستسلم للأمر الواقع ويبدأ عمليات تطبيع مع دمشق.
وفي أحدث تطور ذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام أن مندوب المملكة في الأمم المتحدة دعا مندوب النظام السوري إلى حفل خاص أقيم في نيويورك.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية قولها “إن مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري شارك في حفل خاص أقيم على شرف وزير الدولة السعودي فهد بن عبد الله المبارك، تحضيراً لرئاسة السعودية للاجتماع القادم لمجموعة العشرين”.
وبحسب الصحيفة، فقد حضر الجعفري الحفل “تلبية لدعوة خاصة كان قد تلقاها من مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي”. وأشارت إلى أن اللقاء “أثار اهتمام الحاضرين وشكل مفاجأة ودية لهم”.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن المصادر، إن المسؤولين السعوديين عبروا خلال هذا اللقاء “عن قناعتهم بأن ما جرى بين البلدين يجب أن يمر”، مشددين “على العلاقات الأخوية التي طالما جمعت بين سورية والسعودية”.
كما نقلت عن مواقع إلكترونية -لم تسمها- أن المسؤولَين السعوديَين أكدا أن ما شهدته العلاقات بين البلدين “ليس سوى سحابة صيف ستمر حتما”.
وأشارت الصحيفة السورية إلى أن هذه الخطوة السعودية سبقتها خطوة مماثلة من قبل الإمارات حين أعلن القائم بأعمالها في دمشق خلال الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده أن العلاقات بين البلدين قوية ومتينة.
وكان “اتحاد الصحافيين في سورية” الخاضع لسلطة النظام، قد شارك في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب التي بدأت بالرياض في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي من خلال رئيسه الحالي موسى عبد النور، وعضو الأمانة العامة الياس مراد اللذين حضرا الاجتماعات إلى جانب بعض رؤساء النقابات والجمعيات الصحافية العربية.
وتعد زيارة عبد النور ومراد إلى الرياض، الزيارة الرسمية الثانية من نوعها لوفد سوري، بعد مشاركة وزير التربية عماد العزب في فعالية بمدينة الرياض قبل فترة، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقطعت المملكة علاقاتها مع النظام السوري بعد أن قررت إغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري من الرياض في يناير/كانون الثاني 2012 على خلفية قمع النظام للثورة السورية.
وظهرت في الأشهر الأخيرة مؤشرات على تطور محتمل في العلاقة السعودية السورية، ومن ذلك ما أوردته صحيفة الوطن السورية الشهر الماضي من أن شخصيات رسمية سورية بدأت تزور المملكة.
كما نقلت الصحيفة في الشهر ذاته عن مصدر دبلوماسي عربي في دمشق أن إعادة افتتاح سفارة المملكة بالعاصمة السورية مسألة وقت.
وفي تصريحات أدلى بها في مارس/آذار من العام الماضي، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن إعادة فتح سفارة بلاده في سوريا رهين إحراز تقدم في العملية السياسية، وإنهاء الحرب المستمرة.
من جهتها، قالت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية بثينة شعبان، في تصريحات لها الشهر الماضي تعليقا على ما يتردد عن احتمال عودة العلاقات بين سوريا والسعودية، إن هذا الأمر لم يتبلور بعد.
وتدهورت العلاقة بين دمشق والرياض عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، وفي السنوات اللاحقة ظل النظام السوري يهاجم السعودية ويتهمها بدعم ما تصفه بالإرهاب في سوريا، في إشارة إلى دعمها بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة.
من جهتها، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق أواخر ديسمبر/كانون الأول 2018، وفي الشهر نفسه أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أنها تقيّم الوضع لاستئناف رحلات شركات الطيران الوطنية إلى دمشق.