يدرس البيت الأبيض اقتراحا بربط المساعدات الخارجية بكيفية تعامل الدول مع الأقليات الدينية بما يمثل ابتزازا جديدا من واشنطن لنظام آل سعود.
وقال مسؤولان في البيت الأبيض لصحيفة “بوليتيكو” إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المراحل المبكرة من صياغة اقتراح من المتوقع أن ينطبق على المساعدات الإنسانية الأمريكية، ولكن يمكن أن يشمل المساعدات العسكرية كذلك.
وورد أن مسؤولين من مجلس الأمن القومي ومجلس السياسة الخارجية ووزارة الخارجية ومكتب نائب الرئيس مايك بنس قد تلقوا الاقتراح بحذر.
وقالت كاتي والدمان السكرتيرة الصحافية لبنس، إن نائب الرئيس فخور دائماً بدعم الحرية الدينية هنا في الداخل والخارج. ويمكن أن يغير الاقتراع إلى حد كبير كيفية توزيع المساعدات في جميع أنحاء العالم.
وقال المسؤولون إن الإدارة تدرس استخدام تسميات لجنة الحرية الدينية بالدول “ذات الاهتمام الخاص”، ومن بين كبار المتهمين في قائمتها السعودية وإيران.
ومنحت إدارة ترامب أولوية للحرية الدينية، حيث لفت ترامب الانتباه إلى الموضوع خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
ولا يقود نظام آل سعود المملكة إلى الهاوية وسط تخبط وفشل شامل وأزمة اقتصادية تهددها بالانهيار وحسب، بل إنه أفقد المملكة كذلك مكانتها وهيبتها بما في ذلك استمرار صمته الكامل على تكرار إهانات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ودأب ترامب على توجيه إهانات بالغة لنظام آل سعود وابتزازه علنا، ومن ذلك تأكيده مجددا أن على المملكة ودول حليفة أخرى الدفع مقابل حماية الولايات المتحدة لها.
وقال ترامب في خطاب له أمام أنصاره في ولاية ميسيسبي- إنه أخبر الملك سلمان بن عبد العزيز بذلك، وإنه كان متجاوبا. وأضاف أنه أبلغ الملك بأن الولايات المتحدة ستساعد المملكة، وأن عليه دفع أموال مقابل ذلك.
وفي سرده للحوار الذي دار بينهما بهذا الشأن، نقل الرئيس الأميركي عن الملك سلمان قوله إنه لم يسبق أن طلب منه أحد دفع أموال، فرد عليه ترامب أنه يفعل ذلك الآن، مضيفا أن الملك كان “رائعا” حين تجاوب مع طلبه.
وفي الخطاب الذي ألقاه في حشد من أنصاره في مدينة توبيلو بالمسيسيبي تحت شعار “لنجعل أميركا عظيمة مجددا”؛ صنّف ترامب السعودية ضمن دول أخرى “فاحشة الثراء”، عليها أن تدفع أموالا مقابل نشر قوات أميركية على أراضيها لحمايتها.
وكان الرئيس الأميركي تحدث مرارا بهذه الكيفية عن المملكة خلال اجتماعات جماهيرية لتعبئة مؤيديه فيما لم يجرؤ نظام آل سعود على الرد ولو لمرة واحدة.
وجاءت تصريحات ترامب الجديدة بعد أسابيع من وصول تعزيزات عسكرية أميركية -تشمل جنودا وصواريخ باتريوت- إلى المملكة بغرض حماية نظام آل سعود من المخاطر الداخلية والخارجية على حد سواء.
واستعان آل سعود مجددا بالتعزيزات الأمريكية عقب هجوم صاروخي على منشأتين لشركة أرامكو شرقي المملكة، وتبنى الهجوم الحوثيون، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بأنها التي نفذته.
وفي 28 أبريل الماضي، كشف ترامب تفاصيل عما دار بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن دفع الرياض ثمناً للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن.
وقال ترامب – في كلمة ألقاها أمام تجمع لمؤيديه في ولاية ويسكنسن الأمريكية – “اتصلت بالملك (سلمان بن عبد العزيز), وقلت: أيها الملك، نحن نخسر كثيراً في الدفاع عنكم، أيها الملك لديكم أموالا كثيرة.”
وأضاف ترامب قلت للملك: “أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال”، حينها قال الملك سلمان “لكن لماذا تتصل بي؟ لا أحد أجرى معي اتصالاً كهذا في السابق”، فقال ترامب “هذا لأنهم كانوا أغبياء”.
وأضاف ترامب مخاطباً الحشود: “يشترون (نظام آل سعود) الكثير من واشنطن، اشتروا بقيمة 450 مليار دولار.. لدينا أشخاص يريدون مقاطعة نظام آل سعود! هم اشتروا منا بقيمة 450 مليار دولار، وأنا لا أريد خسارة أموالهم.. وعسكرياً نحن ندعم استقرارهم”.
في 30 سبتمبر تطرق ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا للمرة الأولى إلى المكالمة الهاتفية بينه وبين الملك سلمان وأنه قال له إنه لن يكون قادراً على الاحتفاظ بطائراته دون حماية الولايات المتحدة.
وتساءل الرئيس الأمريكي: لماذا تدعم واشنطن جيوش دول غنية مثل السعودية، مشدداً على أن هذه الدول ستدفع مقابل ذلك مستقبلاً، وأن ذلك حق لم تطالب به أمريكا من قبل.
وقال ترامب: “تحدثت مع الملك سلمان هذا الصباح حديث مطول وقلت له أيها الملك لديك تريليونات الدولارات ومن دوننا الله وحده يعلم ماذا كان سيحدث، ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك لأن المملكة ستتعرض للهجوم لكن معنا هي في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه، نحن ندعم جيشكم”.
وفي 5 أكتوبر الماضي وخلال تجمع انتخابي لأنصاره في مينيسوتا: قال ترامب أيضاً: “نحن ندافع عن دول غنية جداً ولا يدفعون مقابلاً لذلك أو يدفعون لنا نسبة ضئيلة.. أعني انظروا نحن نتفاهم بصورة جيدة مع هذه الدول، ولكن خذوا السعودية كمثال، هل تعتقدون أن لديهم بعض المال؟.. نحن ندافع عنهم وهم يدفعون نسبة ضئيلة في المقابل”
وقال خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “لا أفضّل فكرة وقف الاستثمار السعودي في أمريكا، وهناك طرق أخرى للتعامل معها”، مضيفاً: السعودية ثرية جداً، وما كان لها أن تكون موجودة لولا حماية الولايات المتحدة لها.
وكشف أنه قال للملك سلمان: “اعذرني هل تمانع الدفع مقابل الجيش.. هل تمانع؟.. يدفعون 30%، فقلت هل تمانع الدفع؟ قال لا أحد طلب مني ذلك.. قلت له أنا أطلب منك أيها الملك، فقال هل أنت جاد؟ فقلت له أنا جاد للغاية.. ثق في ذلك”، مؤكداً لأنصاره: “سيقومون بالدفع”، موضحاً: “بالمناسبة نحن نتحدث عن مليارات عدة من الدولارات”
خلال تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسبي، قال ترامب: “نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك،. لكني قلت ’أيها الملك- نحن نحميك- ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشك”.