كشفت مصادر عبرية أن وفدا من دولة الإمارات يبحث مع إسرائيل إمكانية تدشين مشروع ممر بحري، يربط “إيلات” بمدينة جدة السعودية في سقوط جديد لنظام آل سعود في مستنقع التطبيع.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إنه وفقا للخطة، التي قدمها مدير ميناء (إيلات) جدعون غولبر، ومالك الميناء شلومي فوغ، سترسو سفن الركاب في ميناء “إيلات”، ويمكن للمسافرين الانتقال من “إيلات” إلى مدينة جدة مباشرة عبر البحر على بعد حوالي 70 كيلومترا من مكة.
وبحسب مدير ميناء إيلات، “سيسافر طاقم إدارة الميناء خلال الأيام المقبلة إلى الإمارات؛ لعقد جلسة بحث تفاصيل المشروع”.
وأشار فوغ إلى إمكانية بحث التعاون في تشغيل خط سفن حاويات منتظم بين ميناء “إيلات” وميناء جبل علي في الإمارات، وهي رحلة بحرية تستغرق حوالي 10 أيام.
وتعتبر زيارة الوفد إلى “إيلات” أولى خطوات التطبيع الاقتصادي بين “تل أبيب” وأبو ظبي، حيث وصل الوفد الإماراتي برئاسة رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية ومجموعة الشحن الإماراتية سلطان أحمد بن سليم، وهي مجموعة الموانئ التي تعد أيضا الأكبر في العالم، ورافق بن سليم في زيارته، وفد من رجال الأعمال الإماراتيين.
وقال يوسي كوهين، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للمهام الخاصة (الموساد)، إن الإعلان عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية “بات قريباً”.
ونقلت صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية عن “كوهين” في نقاش مغلق، أوضح خلاله أن مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب يتوقف على نتائج الانتخابات الأميركية وهوية المرشح الفائز لكنه يتوقع أن يتم ذلك قريباً.
وأضاف كوهين أن السعوديين سينتظرون حتى إجراء الانتخابات الأميركية التي ستجري قريباً ، مرجحاً أن يعلنوا عن التطبيع مع إسرائيل كـ”هدية” للمرشح الفائز في هذه الانتخابات، في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، الساعي لتجديد ولايته الرئاسية.
واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أنه يستدل من أقوال كوهين أن إقدام السعودية على التطبيع مع إسرائيل يتوقف بشكل أساسي على هوية المرشح الفائز، بحيث أنه في حال فاز ترامب فإنه من المرجح أن تعلن الرياض عن التطبيع فور الإعلان عن فوزه.
وأوضح كوهين أن السعوديين غير معنيين بمنح “الهدية” (التطبيع) لترامب قبل الانتخابات لأنهم غير متأكدين من هوية المرشح الذي سيفوز، وهم غير معنيين بمنح هذا الإنجاز لبايدن قبل التعرف على سياساته، مشيراً إلى أن الرياض لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة في حال فاز بايدن إلا بعد أن تتشكل إدارته وتتولى زمام الأمور.
ولم يستبعد كوهين أن تربط إدارة بايدن بين تطبيع الدول العربية مع إسرائيل والتقدم على مسار المفاوضات الهادفة إلى حل الصراع مع الفلسطينيين، وهو ما يمثل النقيض من النهج الذي تعكف عليه إدارة ترامب التي تحاول ممارسة الضغوط على الفلسطينيين لدفعهم إلى إبداء مرونة في المفاوضات، عبر دفع مسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية قدما، كما قال كوهين.