في تناقض صارخ مع سياستها لسنوات، باتت السعودية تتصدر سباق إعادة تأهيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الساحة الدولية.
أحدث الدلائل على ذلك الكشف عن ضغط المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة على حلفائهما في أوروبا للتطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتخفيف العقوبات على حكومته.
وأوردت وكالة “bloomberg” أن “المسؤولين السعوديين والإماراتيين مارسوا ضغوطا على نظرائهم في الاتحاد الأوروبي وعلى مستويات مختلفة لعدة أشهر”.
وذكرت أن المسؤولين في البلدين “أشاروا إلى أن التحركات الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ 12 عاما لم تعد مجدية ما لم يتم تخفيف العقوبات للمساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري المنهار”.
وأكد المسؤولون كذلك أن “التعافي الاقتصادي قد يجذب ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مما يخفف الضغط على الدول المجاورة التي تستضيفهم مثل لبنان والأردن”.
في المقابل استبعدت دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية بما في ذلك فرنسا وألمانيا إعادة العلاقات مع سوريا، قائلة إنها لن تكافئ نظاما متهما بقتل شعبه.
وصرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر للمانحين في سوريا عقد في بروكسل الخميس، إن “الظروف غير مواتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا” في ظل غياب “إصلاحات سياسية حقيقية” في سوريا.
وذكر بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيُبقي على عقوباته على نظام الأسد ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن عودة “طوعية” وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض في نيسان/أبريل الماضي، عقوبات جديدة على خمسة وعشرين شخصاً، وثمانية كيانات في سوريا، بينهم أبناء عمومة رأس النظام السوري بشار الأسد، وقادة مليشيات ورجال أعمال على صلة بالأسد، وذلك بتهم قمع السكان وانتهاك حقوق الإنسان، وتورطهم في تهريب المخدرات.
وخفّت عزلة الأسد، الذي ظل في السلطة بفضل دعم من حليفتيه إيران وروسيا، على الساحة الدولية حين تم الترحيب بعودته في 7مايو/أيار الماضي، إلى جامعة الدول العربية، عندما تم إنهاء تجميد مقعد دمشق بعد نحو 12 عاماً، على خلفية الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد ضد احتجاجات شعبية اندلعت في 2011 للمطالبة برحيله عن السلطة.
وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018، بينما استأنفت السعودية علاقتها مع دمشق الشهر الماضي.
كما أعلنت السعودية استئناف العلاقات والرحلات الجوية مع سوريا، وزار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، العاصمة دمشق والتقى الأسد، قبل أن يزور الأخير مدينة جدة للمشاركة في القمة العربية، والتي رافقه فيها وزير خارجيته فيصل المقداد الذي سبق أن زار المملكة، في أبريل/نيسان الماضي.
ووافقت السعودية في مارس آذار على استعادة العلاقات مع إيران، أحد الداعمين الرئيسيين للأسد، في صفقة توسطت فيها الصين.