حقائق تثبت التورط السعودي في إطالة أمد الحرب على غزة
تثبت الحقائق للوقائع والأحداث والتصريحات الرسمية التورط السعودي في إطالة أمد الحرب على غزة والتي قاربت الثمانية أشهر، وخلالها الدماء تسيل والضحايا في ازدياد مخيف.
ولدى معاينة الصورة التي تأتي من غزة تشعر بأننا نعيش في زمن لم يحدث من قبل، فالحرب الدموية على سكان غزة لم تتوقف، ونحن نُفجع كل يوم بما يحدث، كل يوم نُمنى أنفسنا أن غداً سوف يحدث شيء يجعل الحرب تتوقف.
لكن الذي يحدث العكس، أن المحتل كل يوم يزيد في جنونه وعربدته، حتى أننا أصبحنا نقول ماذا بعد كل هذا؟ فالمحتل دمر غزة حرفياً دمر البنية التحتية والمستشفيات التي أضحت خارجة عن الخدمة، في غزة اليوم ينقل المصابون على الدواب من مكان إلى اخر، والعمليات الطبية تتم بدون أي مخدر وبأدوات بسيطة. اللهم أغفر عجزنا.
وقالت صحيفة “صوت الناس” المعارضة إن السؤال المهم هو عن دور السعودية بقيادة سلمان وابنه في هذه الحرب، هل الحكومة متورطة في إطالة هذه الحرب ودفع الصهاينة للاستمرار في هذه الوحشية؟
وأكدت الصحيفة أن الإجابة نعم، فالحكومة السعودية مهما كُتب من بيانات نشرتها وزارة الخارجية، فإن موقف صاحب القرار هو مع الاستمرار في الحرب حتى تحقيق الأهداف الصهيونية المزعومة والمعلنة وهي تصفية حماس.
وقالت “هذا ليس بسر، فمحمد بن سلمان على توافق مع المحتل وخصوصاً النتنياهو في أهدافه. فالحكومة السعودية لم يكن لها موقف معارض للحرب، وحتى هذه اللحظة هي تصدر بيانات”.
لكن في ذات الوقت فإن السلطات السعودية تعتقل كل من يتحدث عن وجوب وجود موقف حقيقي غير كتابة البيانات عن الجرائم التي تحدث كل يوم على يد المحتل.
ومحمد ابن سلمان، صرح لول ستريت بواسطة مراستلهم في الرياض، أن السعودية لن تكون شريكة في اليوم التالي لإعمار غزة في حال وجود حماس على الأرض.
لا غرابة أن يكون هذا موقفه، لكن الأدهى أن الحكومة السعودية تخسر ثقلها السياسي وقيمتها في عيون العالم الإسلامي يوماً بعد يوم وهي بفضل حنكة وحكمة محمد بن سلمان. حيث في أبشع أوقات الحرب يقيم محمد بن سلمان المهرجانات وكأن الأمور في غزة طبيعية.
الإنسان السوي يعلم بحدوث كارثة إنسانية يبادر لإظهار تضامنه، وهذا ما يحدث كل يوم في العواصم والمدن الأوربية واللاتينية وبعض البلدان المسلمة في أسيا.
فقط في السعودية وعدد من الدول العربية مثل مصر والأردن يمنع التضامن الشعبي، لأن الموقف الحكومي متضامن مع المحتل.
السعودية كانت إلى عهد قريب تعتبر محور أساسي في قضية فلسطين من خلال تبنيها مواقف تظهرها أنها حامي هذه القضية وأنها تسهل الحد الأدنى من المساعدات ولا منع الشعب من إظهار تضامنه النفسي والمادي للفلسطينيين في غزة.
لكن الوضع تغير مع قدوم محمد ابن سلمان، فنحن شاهدنا بأم أعيننا تجول الصهاينة في جبال اللوز وفي خيبر والحناكية وفي داخل الحرم النبوي.
وهذا ليس سراً، فالصهاينة يتلون التلاوات الخاصة بهم في هذا الوقت في جبال اللوز ويبثونها مباشرة في شبكات التواصل الاجتماعي. في حين لو قام مصلي بعد الصلاة بالدعاء لفلسطين أو القنوت لهم لاعتقلته السلطة.
صهيونية محمد بن سلمان لا تختلف عن صهيونية السيسي، فهؤلاء شكل من أشكال السياسة المستعدة في أن تفرط في سيادتها وسمعتها وكنزها المعنوي في سبيل إرضاء الصهاينة، وهذا بسبب وهم أن الصهاينة قوة عالمية، وهذا يعكس تعاسة تفكير الدكتاتوريات، فهم مرعوبون من شعوبهم ويبحثون عمن يحميهم.
الصهاينة اليوم في مشهد تحول عالمي، حيث تتغير صورتهم أمام العالم أجمع، يكفي لأول مره يتم إدانة المحتل ووصف رئيس هذا الكيان المجرم بمجرم ومطلوب للعدالة.
لكن الأنظمة التسلطية في المنطقة بحق هي متورطة في ملفات متشابكة مع الصهاينة، وأيضا هناك تشابه في اجندات هذه الدول.
وختمت الصحيفة إن “الشعب العربي من مشرقة إلى مغربة مع أهل فلسطين في قضيتهم، وأننا نعلم أن الطغاة ما هم إلا عارض عابر ومرض سياسي سوف يزول، وأن العدالة والحق مع أهل فلسطين. وأننا هنا مهمتنا هي التأكيد على تضامننا مع أهلنا في فلسطين بكافة الوسائل واللغات المتاحة، لن نتوقف يوماً عن دعم ومساندة أهلنا في فلسطين بأي وسيلة كانت. فلسطين هي الضمير الإنساني وهي بوصلة الأخلاق التي تفرق بين آدمية الإنسان من عدمها”.