إسرائيل تتغزل بـ “بن سلمان”: إذا أكرمت الكريم ملكته

نشرت صفحة “إسرائيل بالعربية” عبر موقع “تويتر”، مقطع فيديو لمواطنين مصريين يشيدون فيه بالمملكة السعودية ودورها في تذليل العقبات أمام وافدين مصريين على أرض المملكة، في ظل أزمة فيروس “كورونا”.

ونشرت الصفحة التابع لخارجية حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مقطع الفيديو معقبّة عليه بالتغزل في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: “يقول الشاعر المتنبي: إنك إذا أكرمت الكريم ملكته، تتجسد هذه المقولة في هذا الفيديو لمصريين يوجهون شكرهم إلى السعودية، بعد أن سهلت لهم إجراءات الوصول إلى بلدهم: أنتم أهل كرم وخير”.

وظهر في مقطع الفيديو بعض المواطنين المصريين يشكرون السلطات السعودية والملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده.

كما ظهر حديث أحد المصريين يقول: “نوجه الشكر للمملكة العربية السعودية اللي ما قصرتش (لم تقصر) معانا، المملكة والملك سلمان، وشكراً للدولة المصرية، وكل الناس اللي ساهمت وردتنا لبلدنا”.

ويأتي نشر هذا الفيديو تزامنا مع غضب شعبي مصري عقب سحل واعتقال المواطن المصري حسام عادل، من أمام سفارة بلاده في المملكة، بعد خروجه بمقطع فيديو يشكو فيه الظروف المعيشية الصعبة للمصريين في ظل وباء “كورونا”.

وفي 5 ديسمبر الماضي 2019، نشرت ذات الصفحة عبر “تويتر”، صوراً تظهر زيارة يهودي إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.

ومنذ تولى محمد بن سلمان، ولاية العهد في المملكة، تطورت باستمرار العلاقات السعودية – الإسرائيلية، لكنها لم تخرج إلى العلن على المستوى الرسمي، وإن كانت المؤشرات حول الدفء بين الجانبين تتزايد بشكل سريع في الفضاء الإعلامي والسياسي والنخبوي السعودي.

وهذه الفضاءات باتت تحت سيطرة “بن سلمان”؛ حيث يعتقد مراقبون أنه أعطى توجيهات لقادة الرأي والنخب بالمملكة لتهيئة الرأي العام السعودي أمام فكرة تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل.

وساهمت خيبة آمال ولي العهد السعودي وفشله بمواجهة إيران في تقارب بلاده بشكل أكبر مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي.

وبدأت مؤشرات التطبيع في يونيو 2017، عندما أُطلق وسم “سعوديون مع التطبيع”، بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للرياض في 21 مايو من نفس العام.

وقبل وصول ترامب إلى الرياض جرى الحديث عن بعد بشأن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا سيما أن محطته الثانية كانت فلسطين المحتلة، من أجل لقاء رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذهبت بعض الأصوات السعودية للمناداة بضرورة أن تبادر البلدان العربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل من أجل كسب ود الإدارة الأمريكية.

ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل الزيارة بعدة أيام، تقريراً أشار إلى أن السعودية أوصلت لإدارة ترامب استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل من دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمّة العربية عام 2002، التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من الجولان، مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.

وفي أبريل 2018، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن الإسرائيليين لهم “حق” في أن يكون لهم وطن، مضيفاً في تصريحات أدلى بها لمجلة “أتلانتك” الإخبارية الأمريكية: “أؤمن بأن لكل شعب، في أي مكان، الحق في العيش في سلام في بلاده”.

وشهد شهر مارس 2019، محاولة سعودية لإقناع العرب من أجل التطبيع، عندما اعترض رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، خلال تلاوة البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الأردنية عمان، على توصية جاء فيها أن من أهم خطوات دعم الفلسطينيين وقف كل أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي.

ودعا آل الشيخ إلى إزالة هذه التوصية؛ باعتبارها صيغت بشكل دبلوماسي، وقال إن هذا الموضوع من مسؤولية السياسيين لا البرلمانيين.

ودفع تصريح آل الشيخ رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، ورؤساء برلمانات آخرين، إلى الرد عليه، وتأكيد ضرورة رفض جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل.

كما أرسلت السعودية -لأول مرة- منتخبها الوطني الأول لكرة القدم إلى رام الله، في أكتوبر 2019م، لملاقاة المنتخب الفلسطيني، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم، وكأس أمم آسيا.

ولعل أبرز مؤشرات هذا التطبيع، إعلان إسرائيل مطلع عام 2020م، السماح للإسرائيليين بزيارة السعودية، لأول مرة في التاريخ، ما يؤكد جلياً ذلك التقارب.

وفي 21 فبراير/ شباط المنصرم استقبل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، لأول مرة في تاريخ المملكة، حاخاماً إسرائيلياً بشكل علني في إطار تزايد التطبيع مع دولة الاحتلال.