نشرت الناشطة الحقوقية البارزة لجين الهذلول أول تغريدة لها على تويتر بعد أسبوع من الإفراج عنها من سجون آل سعود.
وغردت الهذلول باللغة الإنجليزية “نعود بقلب مليء بالامتنان، لكنه مصاب بكدمات من 1001 من خيبات الأمل”.
وتشير الهذلول بذلك إلى قضائها 1001 ليلة في سجون نظام آل سعود على خلفية مطالبها بالحريات العامة في المملكة.
Returning with a heart full of gratitude, but bruised from 1001 disappointments. pic.twitter.com/CsM79OLDzb
— لجين هذلول الهذلول (@LoujainHathloul) February 17, 2021
وسبق أن كشف مصدر موثوق عن فرض سلطات آل سعود قيودا صارمة على الناشطة الهذلول بعد الإفراج عنها.
وقال المصدر ل”ويكليكس السعودية” إن عائلة الهذلول تم إجبارها على كتابة تعهد مكتوب بالالتزام بقيود صارمة مفروضة على لجين.
وذلك مقابل تسريع الإفراج المبكر عنها بعد نحو ثلاثة أعوام من الاعتقال التعسفي.
وبحسب المصدر فإن القيود تتضمن منع لجين من المشاركة في أي أنشطة لمنظمات حقوقية دولية أو مؤتمرات للأمم المتحدة.
وعدم الحديث إلى وسائل الإعلام الأجنبية أو تقديم أي شكاوى بشأن ما تعرضت له من انتهاكات تعذيب وتحرش جنسي.
وأكد المصدر أن سلطات آل سعود وجهت تحذيرا شديدا بإعادة اعتقال لجين في أي وقت حال مخالفتها القيود المفروض عليها.
كما أكدت السلطات أن لجين ستخضع لقيود صارمة حتى بعد إطلاق سراحها بينها الوضع تحت المراقبة وحظر السفر خارج المملكة لمدة خمسة أعوام.
وظهرت لجين (31 عاما) بوجه شاحب وشعر طويل تخللته خصلة بيضاء وذلك في صورة نشرتها أخواتها فور الإفراج عنها.
واعتقلت الهذلول مع ناشطات أخريات في أيار/مايو عام 2018 قبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في المملكة.
ولجين مدافعة بارزة عن حقوق المرأة أدانتها السلطات بالتحريض على تغيير النظام على خلفية نشاط سلمي.
كانت طالبت بإلغاء نظام “ولاية الرجل” الذي يجبر المرأة السعودية على الحصول على إذن “ولي أمرها” من أجل القيام بأمور كثيرة بعضها يعد من أبسط الحقوق.
وهي تخرجت من جامعة بريتيش كولومبيا الكندية.
وتقول عائلتها إن لجين تعرّضت للتحرّش الجنسي والتعذيب باستخدام الصعقات الكهربائية والإيهام بالغرق أثناء احتجازها.
وتتهم الهذلول، بحسب عائلتها، المستشار الإعلامي بالديوان الملكي سعود القحطاني بأنه هددها بالاغتصاب والقتل.
وقالت ناشطة سعودية رفضت الكشف عن هويتها إن الهذلول تمثل الناشطات النسويات المعاصرات في المملكة.
وأضافت “لجين هي الفتاة الشابة المتمردة من القصيم، وهي تمثل القيم العالمية (..) وتفضح (أكاذيب) الدولة”.
ووصفتها ناشطة سعودية أخرى بأنها “شرسة وحازمة” في ما يتعلق بحقوق المرأة.
وليست هذه المرة الأولى التي تسجن فيها الهذلول التي كانت ناشطة لها حضور قوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي نهاية 2014، كانت الهذلول لا تزال في الـ25 من العمر حين اعتقلتها السلطات وأودعتها السجن لمدة 73 يوما بعدما حاولت قيادة السيارة عبر الحدود بين الإمارات والمملكة.
وقد أطلق سراحها بعدما أمرت محكمة في الرياض في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي بسجنها خمس سنوات وثمانية أشهر.
بتهمة محاولة تغيير النظام، وأرفقت الحكم بوقف تنفيذه لمدة سنتين وعشرة أشهر، ما عجّل الافراج عنها.
وكانت لجين متزوجة لسنوات من الكوميدي السعودي المعروف فهد البتيري.
واعتقل البتيري في الأردن عام 2018 وتم ترحيله إلى السعودية، بحسب ما أفاد نشطاء ومقربون من الزوجين.
وقالت المصادر إن السلطات السعودية ضغطت عليه لتطليق الهذلول بعد اعتقالها.
وسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة للضغط على السعودية للإفراج عن الناشطات الحقوقيات.
وتقول عائلة لجين إن السلطات عرضت في 2019 إطلاق سراحها مقابل شهادة مصورة منها تنفي فيها تعرضها للتعذيب والتحرش الجنسي في السجن.
وذكرت عائلتها أنها رفضت قبول “الصفقة”.
ونفذت لجين الهذلول إضرابًا عن الطعام لنحو أسبوع بعد حرمانها من الاتصال أو لقاء عائلتها لأشهر.
وأوقفت الإضراب بعد السماح لوالديها بزيارتها في السجن.
وفي الثالث من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حصلت الهذلول في فرنسا على “جائزة الحرّيّة” التي تمنحها لجنة دولية مكونة من 5500 شاب، وسلمت إلى فردين من أسرتها.