كشفت مصادر في الديوان الملكي ل”ويكليكس السعودية” أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر باعتقال أمير جديد بعد أن انتقد سياسته في مجالس عامة.
وقالت المصادر إن قوات خاصة اعتقلت بأمر من بن سلمان الأمير فيصل بن محمد بن ناصر آل سعود، العميد في جهاز الاستخبارات.
وقد تمت عملية الاعتقال بعد أن تمّ اقتحام مكتبه وجره وكأنه إرهابي متورط بجريمة كبيرة.
وأوضحت المصادر أن سبب الاعتقال هو انتقاد الأمير فيصل في أحد المجالس العامة سياسات بن سلمان وزيادة فرض الضرائب الحكومية بما في ذلك ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء.
وكرر بن سلمان على مدار العامين الماضيين اعتقال كبار الأمراء في العائلة الحاكم من المعارضين له ومن ينتقدون سياساته في العلن أو حتى من لا يظهر تأييد علني مستمر له.
أزمة مصير
ويجمع مراقبون على أن إقدام بن سلمان على شن حملة الاعتقالات لكبار الأمراء وضباط ومسئولين يعبر عن أزمة مصير.
ويتعلق ذلك خصوصا في فرص بن سلمان في تولي العرش بعد والده.
وفي آذار/مارس الماضي طالت حملة الاعتقالات التي أمر بها بن سلمان شخصيات بارزة من آل سعود.
وشملت الحملة في حينه بالخصوص وزير الداخلية الأسبق عمّه أحمد بن عبد العزيز، وأبن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقد أثار الأمر ضجّة إعلامية كبيرة قادتها كبريات الصحف الأميركية، وفي مقدمتها وول ستريت جورنال التي كشفت المسألة.
واعتبرت أغلبية وسائل الإعلام أن توقيت العملية مهم جدا، ويشكل نصف الإجابة.
ذلك كونه يتعلق بقطع الطريق على تشكل تكتلات ضده من داخل الأجنحة المتضررة في العائلة المالكة.
يبرز خصوصا (أولاد عبدالله، أولاد سلطان، أولاد فهد، أولاد نايف .. إلخ).
ويمتلك هؤلاء عمقا وامتدادات كثيرة داخل المجتمع السعودي.
يعتقد المراقبون أن بن سلمان يريد استباق أي أمر مفاجئ في طريق خلافة والده.
وهذه مسألة حسّاسة تتعلق في جانبها الأول بصحة والده، الملك سلمان البالغ 85 عاما.
ولم يعد الملك سلمان يظهر على الملأ إلا بشكل متقطع وقليل ولوقت قصير جدا.
ويتعلق الجانب الثاني بتخوف محمد بن سلمان من عدم قدرته على فرض نفسه في غياب والده.
ولذا يريد أن يصعد إلى العرش في حضوره، ما يسهّل أمامه العقبات بسبب سطوة والده.
يتعلق ذلك بقدرة الملك على التأثير في الأوساط التقليدية، الدينية والقبلية التي لا يحظى بن سلمان بشعبية في داخلها.
إثارة الاعتراضات
ويكشف مستوى المعتقلين السعوديين عن الحالة الحرجة التي يعيشها بن سلمان، وهذا يذكي الاعتراضات التي صاحبت تخويله ولاية العهد.
يضاف إلى ذلك سعيه إلى إزاحة المنافسين له على العرش، في وقت تحدّثت وكالة “بلومبيرغ” عن مخطّط للانقلاب في المملكة.
مما يرجّح خطورة هذه الاعتقالات ودلالاته على مخاوف جِدِّيَّة من تمرُّد، أو انقلاب، طبيعةُ المنصب الذي تولاه كلٌّ مِن الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف.
وحتى إنْ كانت مكانتهما تضاءلت في العائلة المالكة، في السنوات القليلة الماضية.
ما يعني أن بن سلمان يحاول استباق تنازل والده الملك سلمان عن العرش، ليزيح منافسين له على العرش.
قد ينجح محمد بن سلمان، بما يملكه من سلطة، أو بالدعم الأميركي، (وليس بلا ثمن) في تثبيت نفسه ملكاً للسعودية، وقد لا ينجح.
وحتى في حال نجح، فإن مثل هذا (النجاح) سيكون قلقاً، بعد أن لم تقتصر المعارضة على أوساطٍ في الشعب السعودي.
فمن المعتقلين العلماء والمشايخ الذين يُزَجُّون في السجون، قلقاً بهذه الخطوة من الاعتقالات الجديدة من المقرّبين من الأمراء.
وهؤلاء ليسوا، بالتأكيد، بلا أنصار، أو متعاطفين، فلكل فعل ردّة فعل؛ من مراكمة الامتعاض، ونقصان الثقة، بهذا الإيصال المُقْحَم، والقائم على الإكراه، لمحمد بن سلمان، إلى الحكم.