يعتزم جاريد كوشنر، كبير مستشاري وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، زيارة السعودية والبحرين وعمان في حراك أمريكي لدفع التطبيع مع إسرائيل على غرار الإمارات.
وكشف موقع “Axios” الأمريكي النقاب عن أن كوشنر سيقوم في الأسبوع الأول من سبتمبر بجولة إلى الشرق الأوسط، برفقة مبعوث البيت الأبيض إلى المفاوضات الدولية، أفي بيركوفيتز.
وستبدأ الزيارة بـ”تل أبيب” ثم الإمارات بهدف تفقد سير تطبيق الاتفاق حول تطبيع العلاقات بين الطرفين الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة.
وأفاد “مسؤولون مطلعون على الجولة المخطط لها”، حسب الموقع، بأن “كوشنر سيستغل المحادثات التي سيجريها مع بعض الزعماء في المنطقة لحث مزيد من الدول العربية على أن تحذو حذو الإمارات وتمضي قدما نحو التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل.
وقال “Axios” إن الوفد الأمريكي، الذي يتوقع أن ينضم إليه أيضا مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبيرت أوبرايان، والمبعوث الخاص السابق للخارجية الأمريكية المعني بشؤون إيران، برايان هوك، سيزور كذلك كلا من السعودية والبحرين وعمان.
وأعلنت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، يوم 13 أغسطس، في بيان مشترك، التوصل إلى اتفاق إماراتي إسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين الطرفين ينص كذلك على تعليق عملية ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة من قبل “إسرائيل”.
ولاحقا توقع ترامب أن تنضم السعودية لإبرام اتفاقا مماثلا مع إسرائيل.
وبعد توقيع هذا الاتفاق ستكون الإمارات ثالث دولة عربية تخضع للتطبيع مع الاحتلال وتقيم علاقات رسمية معه، بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
وفي السياق، نشرت الكاتبة السعودية “سعاد الشمري”، عبر “تويتر”، مقطع فيديو هنأت فيه المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في عيد ميلاده.
وقالت “سعاد” في مقطع الفيديو: “مرحبا من المغردة سعاد الشمري من السعودية إلى المغرد أفيخاي أدرعي.. المغرد الجميل الذي دائما يكتب لنا آيات قرآنية وأحاديث ويستنبط من عقيدتنا كمسلمين ما يدعو للسلام والتعايش والتسامح ويبارك لنا في كل مناسبة سواء دينية أو مناسبة وطنية ويملك حساب جميل، حساب يدعو للتسامح والسلام بغض النظر عن وظيفته التي يجب أن يكون بها” وفق زعمها.
وأضافت: “بمناسبة عيد ميلاده حابة أقول لك كل عام وأنت بخير، وأتمنى أن هذه الأعوام القادمة وهذه السنة الجديد تكون سنة سلام على شعبينا وعلى جميع شعوب المنطقة” حسب تبعيره.
والشمري كاتبة مقربة من ولى العهد محمد بن سلمان.
وأعاد “أدرعي” نشر فيديو الكاتبة السعودية عبر تويتر، معلقا: “شكرًا جزيلًا للصديقة سعاد الشمري على المعايدة الخاصة بمناسبة عيد ميلادي.. أنت مثل وقدوة للكثيرين”.
شكرًا جزيلًا للصديقة السعودية #سعاد_الشمري @SouadALshammary على المعايدة الخاصة بمناسبة عيد ميلادي. أنت مثل وقدوة للكثيرين pic.twitter.com/cl7M9X3du3
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) August 22, 2020
وهذا ليس الترويج الأول للتطبيع مع (إسرائيل) للكاتبة السعودية، المعروف عنها حماسها للتطبيع وترويجها لشرب الخمور والمخدرات وتأييدها المطلق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وظهرت الشمري، قبل عام، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، قالت فيها إن “زيارة إسرائيل من أحلام السعوديين والخليجيين”.
وخلال المقابلة أيضا، عبرت الكاتبة السعودية عن سعادتها بالسماح لنساء المملكة بالسفر دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، وشبهته بـ”تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية”، ووصفت “بن سلمان” بأنه “رسول منقذ”.
وتنامت الفترة الأخيرة الخطوات التطبيعية على المستوى الرسمي وشبه الرسمي بين الرياض وتل أبيب، وهو ما ظهر في الزيارات السرية المتبادلة بين مقربين من السلطات في البلدين، وفي الأعمال الفنية التي تبثها فضائيات سعودية شبه رسمية تدعو للتطبيع المباشر مع إسرائيل.
وقبل أيام، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تستعد لتسيير رحلات طيران مباشرة للإمارات عبر الأجواء السعودية في إطار توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وأطلع نتنياهو في مطار بن غوريون في “تل أبيب” على خطط توسيع نشاط الطيران، الذي قلصه تفشي فيروس كورونا، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا لفتح مسار جوي مع الدولة الخليجية.
وقال نتنياهو للصحفيين “نعمل حاليا على السماح بتسيير رحلات مباشرة من تل أبيب إلى دبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية” مقدرا زمن الرحلة “بنحو ثلاث ساعات مثل الرحلة إلى روما”.
ومنذ تولي بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت الرياض شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز سيكون “التطبيع الكامل مع إسرائيل”.
وساهمت خيبة آمال ولي العهد وفشله بمواجهة إيران في تقارب بلاده بشكل أكبر مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي.