كشفت مصادر اقتصادية النقاب عن شبهات مالية وراء صفقة تجارية لأجل عودة “أمازون.كوم” مجددا إلى السعودية.
وقالت المصادر الدولية لـ”ويكليكس السعودية” إن ولي العهد محمد بن سلمان دفع خلال الشهور الماضية بوساطات دولية للحديث مع مؤسس “أمازون.كوم” الأمريكي جيف بيزوس.
وأضافت أن محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، هو من قاد تلك المفاوضات مع “بيزوس”.
وذكرت أن تلك المفاوضات تضاعفت الشهور الماضية في محاولة لجذب الشركات الأجنبية إلى الرياض.
ورجحت أن تكون الصفقة التجارية بين صندوق الاستثمارات و”بيزوس” ثمن غسيل ولي العهد لجريمته بحق الأخير، واختراقه لهاتفه الشخصي والتجسس عليه.
ولم تذكر المصادر فصول الصفقة “السرية” بين الطرفين، لكنها أكدت أنها “صفقة تشوبها شبهات مالية مقابل إرضاء بيزوس” للسكوت عن جرائم السعودية وولي عهدها.
وقال موقع التجارة الإلكترونية الأكبر في العالم “أمازون.كوم” إنه سيوظف 1500 شخص في السعودية هذا العام.
ليصبح أحدث عملاق تقني يعزز تواجده داخل المملكة، صاحبة أكبر اقتصاد بالعالم العربي، والتي تشهد بفعل جائحة “كورونا” تزايدا في الطلب على الخدمات عبر الإنترنت.
ويعد توظيف هذا العدد خطوة صغيرة لشركة تمتلك أكثر من مليون موظف دائم حول العالم، ومع ذلك، فإنها تأتي ذلك في وقت تواصل فيه شركات التكنولوجيا الأخرى مساعيها لتعزيز تواجدها في المملكة.
التي تتمتع بوضع يغري الشركاء الأجانب على مساعدتها في تنويع اقتصادها القائم بشكل رئيسي على عوائد النفط.
ويرجع رهان “أمازون” المتواضع على السعودية لخلاف خرج للعلن في السنوات الأخيرة بين مؤسسه “جيف بيزوس” وولي عهد المملكة الأمير “محمد بن سلمان”.
فقد شعرت الرياض بخيبة أمل بسبب مقالات نقدية، كان يكتبها الصحفي السعودي المعارض “جمال خاشقجي” في صحيفة “واشنطن بوست”، التي اشتراها “بيزوس” كاستثمار شخصي عام 2013.
وقُتل “خاشقجي” على يد عملاء سعوديين في قنصلية المملكة بإسطنبول عام 2018.
والشهر الماضي، رفعت الولايات المتحدة السرية عن تقرير استخباراتي اتهم “بن سلمان” بالموافقة على عملية القتل تلك.
فيما قال الأمير السعودي إنه يتحمل المسؤولية عن القتل؛ لأنه حدث في عهده، لكنه نفى أن يكون قد أمر به
وفي عام 2019، اتهم “بيزوس” الحكومة السعودية بالتورط في تسريب صور شخصية محرجة له، وهو ادعاء نفته المملكة.
وقال “بيزوس” إنه سيتنحى عن منصب المدير التنفيذي لـ”أمازون” في وقت لاحق من هذا العام، لكنه سيبقى رئيسا لمجلس الإدارة.
وفي عام 2018، قبل جريمة قتل “خاشقجي”، كانت “أمازون” تجري محادثات لبناء مراكز بيانات في السعودية من شأنها أن تمنحها مزيدا من الوصول إلى سوق الشرق الأوسط،
وتساعد جهود الأمير في تنمية صناعات جديدة غير نفطية. لكن لم يتم المضي قدما في الخطة حتى الآن.
وأثارت جريمة قتل “خاشقجي” انتقادات دولية شديدة للسعودية، ودفعت العديد من الشركات إلى قطع العلاقات مع المملكة.
ولم تقدم “أمازون” تفاصيل مالية عن توسعها في السعودية عندما أعلنت عن الوظائف الجديدة.
وقالت إنها تعمل على تعزيز سعة تخزين شبكة الإنجاز (مستودعات البضائع) وزيادة مساحة شبكة التوصيل (مراكز الشحن).
وأطلقت أمازون خدمتها “برايم” في السعودية في يناير/كانون الثاني 2021.