حذر أكاديمي سعودي من خطورة السياسات الحكومية الرامية إلى تجديد الخطاب الديني في المملكة.
وكتب الأكاديمي السعودي البارز د.عبد العزيز التويجري عبر حسابه في “تويتر “كان الحديث في الفترة الماضية عن تجديد الخطاب الدّيني، وبدأ اليوم الحديث عن تجديد العقيدة الدّينية!!.
وأتبع التويجري تغريدته بآية “(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).
كان الحديث في الفترة الماضية عن تجديد الخطاب الدّيني، وبدأ اليوم الحديث عن تجديد العقيدة الدّينية!!
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).— عبدالعزيز التويجري A. Altwaijri (@AOAltwaijri) August 25, 2021
وقبل هذه التغريدة كتب التويجري “إذا أسندت مسؤولية تجديد الخطاب الديني إلى كُتّاب الدراما فسيصبح الدين مسرحية”، على حد وصفه.
وتأتي تغريده التويجري في استهجان لما يقوم به النظام السعودي بهذا الشأن.
إذا أسندت مسؤولية تجديد الخطاب الديني إلى كُتّاب الدراما فسيصبح الدين مسرحية.
— عبدالعزيز التويجري A. Altwaijri (@AOAltwaijri) August 24, 2021
وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ قال إن: المملكة جعلت من أولوياتها تجديد الخطاب الديني.
ومنذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، عمل الحاكمان المستبدان بدرجات متفاوتة من أجل استبدال الدين بالقومية
وذلك كإيديولوجيا تضفي الشرعية على حكمهما، وحاولا ضمان التزام دول المنطقة على نطاق واسع برؤيتها للعالم.
وتشكل وجهات النظر المتشابهة لولي العهد، جزئيًا، استجابة لتغيير مواقف الشباب تجاه التدين الذي ظهر في استطلاعات الرأي العام المختلفة وتم التعبير عنه أيضًا في الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في دول مثل لبنان والعراق.
تنطوي التغييرات على أهمية أكبر للالتزام بالأخلاق والقيم الفردية، وتركيزًا أقل على التقيد بالشكلية للممارسة الدينية، فضلاً عن رفض الطائفية التي هي جزء من الحكم في لبنان والعراق وكذلك السعودية في الماضي.
تكمن مشكلة الحكام مثل ولي العهد السعودي والإماراتي في تخفيف القيود الاجتماعية في السعودية.
بما في ذلك إضعاف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، ورفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة، والتطبيق الأقل صرامة للفصل بين الجنسين.
وإدخال نظام الترفيه على النمط الغربي والفرص المهنية الأكبر للمرأة، ولا تعتبر الدرجة الحالية من التعددية الدينية الحقيقية في الإمارات سوى خطوات أولى في الاستجابة لتطلعات الشباب.
إن إخضاع المؤسسات الدينية التي تحول رجال الدين والعلماء إلى ببغاوات للنظام يغذي شكوك الشباب تجاه المؤسسات والقادة الدينيين.
كما أنه يخلو من جهد ديني موثوق لإعادة صياغة سياق المفاهيم الإسلامية التي لم تعد تنطبق في عالم حديث ومتغير.
وتقول الباحثة الخليجية إيمان الحسين: “لقد شهد الشباب كيف يمكن للشخصيات الدينية، التي لا تزال مؤثرة في العديد من المجتمعات العربية، أن تستسلم أحيانًا للتغيير حتى لو قاومت ذلك في البداية”.
وفي تعليق آخر قالت إن “هذا لا يغذي فقط شكوك الشباب العربي تجاه المؤسسات الدينية، بل يسلط الضوء أيضًا على تناقض الخطاب الديني وعدم قدرته على تقديم تفسيرات أو تبريرات في الوقت المناسب للواقع المتغير اليوم”.