هيمن عرض أفلام فاضحة وقضايا صادمة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في نسخته لهذا العام في السعودية في إطار سياسات ولي العهد محمد بن سلمان نشر الافساد والانحلال.
ولم يعُد مستغرَبًا أن يتجاوز مهرجان البحر الأحمر السينمائي كل الحواجز ويكسر كل القيود، فمنذ النسخة الماضية أعلن محمد التركي، الرئيس التنفيذي للمهرجان: “أنه ليس هناك أي رقابة، نحن نتخطى الحدود، ونعرض جميع أنواع الأفلام، ويسعدنا أننا قادرون على تحقيق ذلك”.
ومن خلال استقراء سريع لأفلام المهرجان، حملت هذه النسخة – كحال النسختين السابقتين – الكثير من الأفلام الهابطة فكرةً ومضمونًا.
ولكنّ الجديد والخطير في هذا الموسم أمران:
– دخول السينما السعودية بقوة في طرح هذه المواضيع وإسقاطها على مجتمع بلاد الحرمين.
– التركيز في الطروحات على الجيل الناشئ.
ولن يتّسع المجال لسرد جميع الأفلام ومناقشة خطرها، ولكن سنستعرض أمثلة لنؤكد تركيز الحكومة على مشروع السينما لدورها الكبير في التأثير على أفكار النشء ويتضح ذلك في عدد الأفلام الكثيرة التي اهتمت بمشاكل المراهقين وقدّمت الحلول لمشاكلها من منظور بعيد كل البعد عن هويتنا وتراثنا.
فيلم الرحلة: فيلم سعودي يصف بطلته بأنها “أم عازبة” أي غير متزوجة ومع ذلك فهي أم!
البطلة تعمل سائقة أجرة وتتعرض لمضايقات مستمرة من الركاب وبدل أن تبحث عن وظيفة أخرى تحفظ بها كرامتها، تستمر في عملها وتعتاد عليه رغم المضايقات! ويرسّخ الفيلم مفهوم الاستمرار بالعمل وان كان يمس الشرف.
فيلم ناقة: فيلم سعودي آخر يسيء لبنات المملكة، حين يُظهر الفتاة سارة وهي تتسلّل من السوق الذي أوصلها له والدها لتحاول الخروج في موعد غرامي على أمل الرجوع قبل “حظر التّجول” الخاصّ بها!
أثار هذا الفيلم انتقادات كثيرة بسبب جرأة الطرح ومحاولة تشويه الصورة الحقيقية لبنات المملكة.
فيلم أنا وعيدروس: فيلم سعودي خطير، يتناول “معاناة” البنات في المملكة قبل عقدين، حيث كانت “القيود الاجتماعية” تحيط بالفتيات أكثر ممّا عليه اليوم في زمن الانفتاح.
القصة باختصار عن معاناة فتاة سعودية للقاء عشيقها ليلًا ونجاحها في التخلّص من سائق العائلة الذي كان يقيّدها ويمنعها!
فيلم الخيط الأخير: يجسّد ما وصفه بـ “معاناة فتاة” للتحرّر من القيود الاجتماعية!!
الفتاة تمثّل نمطًا بعيدًا عن هويتنا وقيمنا: بلا حجاب أو حشمة أو انضباط بالعادات والتقاليد التي تحاول قطع “الخيط الأخير” المرتبط بها، واسمها “حياة” لرسم صورة ذهنية عن الحياة الجديدة في المملكة.
فيلم تحويلة: فيلم سعوديّ آخر يتناول في ظاهره قصة موظّف بسيط بأحلام بريئة، ولكن جوهره يسلّط الضوء على بيع الكحول التي سمّاها صنّاع الفيلم “تجارة المشروبات الروحية” وكأنها واقع حال في مدن المملكة.
محاولة للقفز على الثوابت والقيم والهوية في إطار دراميّ يجعلك تتعاطف مع البطل!.
فيلم مندوب الليل: يتناول الفيلم حياة شاب سعودي يعيش التيه والضياع في شوارع الرياض، بين العمل والاضطراب النفسي، وترتبط قصة الفيلم بالخمور مجددًا والتي تُقدّم كـ “مشروبات روحية” لترسم صورة ذهنية جديدة كأحد الحلول والمخارج التي يلجأ لها لشباب التائه في المملكة!.
ومن الافلام التي انتقاها المهرجان لتغيير أفكار النشء الجديد:
فيلم بريسيلا: يحكي قصة مراهقة ذات 14 عامًا تشق طريقها في الحياة عبر علاقة غرامية مع مغني يعيش حياة اضطراب وإدمان، لتخوض وهي في هذا العمر الصغير تجارب وتحديات مختلفة مع عشيقها الذي يصبح زوجها المستقبلي.
فيلم في ألسنة اللهب: طالبة باكستانية مسلمة، تقع في أزمات كبرى بعد موت جدّها، ما بين ديون كثيرة وعزلة قاتلة، لتجد “ملاذها” في “علاقة رومانسية” مع طالب زميل لها.
الفيلم لا يقدم هذه العلاقة كخيار خاطئ يتنافى مع الأعراف والقيم والتقاليد بل كملجأ يخرج الفتيات من الشتات والضياع.
فيلم سموكي أيز: في خضم كل الاضطرابات السياسية والمظاهرات التي عاشتها مصر قبل سنوات، يركّز الفيلم على محاولة فتاة مراهقة لمواعدة صديقها واللقاء به في هذه البيئة غير الآمنة.
فكرة تقدّم الشباب بعيدًا عن قضايا وطنه وهمومه، منغمسًا في علاقاته الجسدية ورغباته الآثمة.
فيلم روكسانا: يرسم الطريق للجيل الجديد التائه وسط أزماته بأن الحلول تكمن في إقامة العلاقات مع الجنس الآخر والتي ستخفّف من ضغوط الحياة، في محتوى خطير يهدف لتغيير المفاهيم ومسخها.
فيلم صدفة مقصودة: يتناول الأحاسيس المختلفة لشاب مراهق بعد أن اكتشف والداه أنه يتابع الأفلام الإباحية.
فيلم خطوط النمر: يستهدف أيضًا فئة المراهقين وتغيير أفكارهم، إذ يُقدّم شخصية الفتاة المراهقة الثائرة المتحرّرة التي تمارس الرقص وتسلّق الأشجار، ويسلّط الضوء على تغيّراتها الجسدية في فترة البلوغ وما يصاحبه من نظرات المجتمع، ويمزج الفيلم ذلك في إطار من الخرافات والشعوذة.
فيلم بنات ألفة: فاز الفيلم بجائزة الشّرق لِأفضل وثائقيّ في المهرجان، والفيلم وإن عالج في ظاهرة حقبة تنظيم داعـش الإرهابي، إلا أنه مزج الفكرة بفتيات مراهقات يخضن صراعًا بين توجّهين متناقضين: الجـهاد وحياة اللهو والصخب والعشق، وتكريس ذلك بالمشاهد غير اللائقة.
فيلم عزيزتي جاسي: يستلهم الفيلم قصته من معاناة “روميو وجوليت” في حبهما العذري بنقل معاناة فتاة مراهقة بعد وقوعها في براثن الحب مع شاب ورفض والدتها لهذه العلاقة.
توصيف الفيلم يُنبئك بمحتواه: مواضيع للبالغين والألفاظ النّابية والعنف وإشارات ذات إيحاءات بالبالغين وسلوك غير لائق.
فيلم أواخر الريّح: امرأة شابة تحمل طفلًا بالزنا من عشيقها، تجد نفسها فجأة لوحدها في مواجهة الحياة بعد اختفاء عشيقها بدون سابق إنذار.
وفيما يحلّ الدمار والخراب بالمدينة التي تسكنها الفتاة، لا تجد بريق الأمل إلا من خلال عشيقها الغائب الذي ترسم مخيّلتها معه مستقبلًا مشرقًا.
فيلم كواليس: يسرد الفيلم المعاناة الداخلية لـ “راقصة” وفرقتها وما يواجهونه من مصاعب ومتاعب، رغم أن ظاهرهم يمثّل “عرضًا جسديًّا نابضًا بالحياة”.
يحاول الفيلم كسب تعاطف المشاهد مع الراقصة المبتذلة في رحلتها للتغلب على العوائق وتمنّي النجاح لها لتعود لإسعاد الناس بجسدها الراقص.
فيلم جان دو باري: يحكي قصة “بائعة الهوى” التي وقع الملك الفرنسي لويس الخامس عشر في عشقها.
لا ينتقد الفيلم العشيقة التي توظّف جسدها لتحقيق مصالحها، بل يمجّد قصتها الملهمة ونجاحها في أن تكون محظية لدى الملك وسط كم كبير من النساء والعشيقات، وقصة تجسد الخيانة والانحطاط والعـهر.
فيلم أنف وثلاث عيون: رجل بين ثلاث نساء يحاول الاختيار من تصلح لأن تكون المرأة الأنسب له، يرتبط الفيلم بفكرة تعدّد الاختيارات والمحاولات في سبيل الوصول للحبيبة الأفضل.
وقد تم توصيف موضوع الفيلم بتجارة المشروبات الرّوحيّة وإشارات ذات إيحاءات بالبالغين!
فيلم تيرا ماتر-الوطن الأم: يتناول ملفات سياسية عن الرأسمالية العالمية التي تحاول الهيمنة على المقدرات الاقتصادية العالمية وخاصة في القارة السمراء، ولكن الفيلم يصور وجود “إلهة” مصنوعة من حطام التكنولوجيا في خضمّ هذه التحديات
طرح عقائدي خطير يتجاوز التوحيد بطرح وجود آلهة اخرى.
هذه عيّنة بسيطة من وعاء كبير جمع فيه المسؤولون عن المهرجان أفلامًا خطيرة جدًا تهدّد قيمنا وهويتنا وأخلاقنا، وموّلت الحكومة هذا الفساد من أموال الشعب المكلوم.
حرب حقيقية لا بد من وقفة جادة للتصدي لها، واضطررنا للإسهاب وعرض أمثلة كثيرة للتحذير منها ومن آثارها المستقبلية.