أعلنت شركة السوق المالية في المملكة “تداول” أنه سيتم إدراج وبدء تداول أسهم شركة الزيت العربية (أرامكو) الحكومية ابتداءً من يوم الأربعاء المقبل بالرمز 2222، على أن تكون نسبة التذبذب اليومي لسعر السهم ± 10%.
وأوضحت الشركة أنه سيتم في اليوم الأول فقط للإدراج تمديد فترة جلسة مزاد الافتتاح لشركة أرامكو لمدة 30 دقيقة إضافية، وبالتالي تبدأ فترة جلسة مزاد الافتتاح ليوم الأربعاء وتنتهي في الساعة 10:30 صباحاً، وتبدأ جلسة التداول المستمر الساعة 10:30 صباحاً، كما وتبدأ جلسة مزاد الإغلاق بحسب المعتاد الساعة 3:00 مساءً.
وبينت أن فترة جلسة مزاد الافتتاح لباقي الأوراق المالية المدرجة في السوق الرئيسية ستبقى كما هي دون أي تغيير من الساعة 9:30 صباحاً إلى الساعة 10:00 صباحاً، حيث سيبدأ التداول المستمر لباقي الأوراق المالية المدرجة كالمعتاد الساعة 10:00 صباحاً.
يأتي ذلك عقب إعلان أرامكو أنها قررت تسعير سهمها في طرحها العام الأولي عند 32 ريالا (ما يعادل نحو 8.5 دولارات) للسهم، وهو الحد الأعلى للنطاق الاسترشادي.
وجمعت الشركة 25.6 مليار دولار من الاكتتاب الذي انتهى في الرابع من الشهر الجاري.
وقالت الشركة إن المؤسسات اكتتبت بقيمة 106 مليارات دولار، بينما اكتتب المستثمرون الأفراد بقيمة 13 مليار دولار.
واعتمدت أرامكو على مستثمرين محليين وإقليميين لبيع حصة قدرها 1.5%، بعدما أحجمت المؤسسات الدولية، رغم التقدير المنخفض لقيمتها البالغة 1.7 تريليون دولار، بفارق كبير عن القيمة التي كان يسعى لها ولي العهد محمد بن سلمان والبالغة تريليوني دولار.
وألغت أرامكو جولات ترويجية في نيويورك ولندن وركزت بدلا من ذلك على تسويق حصة 1.5% لمستثمرين سعوديين وحلفاء من دول الخليج العربية.
وقدمت بنوك سعودية للمواطنين سلفا بفوائد زهيدة لتقديم عروض لشراء الأسهم، ولم تفصح الرياض عن شيء فيما يتعلق بموعد أو مكان إدراج أرامكو في الخارج.
كما دُفعت عائلات من بين الأثرى في السعودية إلى الاستثمار، بالأخص الأمير الوليد بن طلال الذي كان من بين المحتجزين في فندق الريتز كارلتون في الرياض خلال حملة ضدّ الفساد في 2017.
والاكتتاب في أرامكو هو حجر الزاوية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لمحمد بن سلمان المعروف برؤية “2030”.
ويرى مراقبون أن الهجوم على أرامكو منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف المستثمرين العالميين من قدرة المملكة على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية.
ويتساءل بعض المستثمرين عن إمكانية أن يكون صوتهم مسموعا وسط هيمنة الحكومة السعودية على الشركة، فيما يعتبر آخرون أنّ قيمة أرامكو مبالغ فيها مقارنة بقيمة منافسين على غرار “إكسون موبيل” و”رويال داتش شل” أو حتى “شفرون”.
وقالت المحلّلة في معهد “أميركان إنتربرايز” كارين يونغ إن الطرح الأولي يتعلق “بالظهور لأول مرة أمام مجتمع المستثمرين الدوليين”.
وأضافت يونغ أن جذب الاستثمارات الأجنبية أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للمملكة بعد أن وصلت إلى درجة عالية من تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج في عام 2017.
وتابعت يونغ “جو الخطر السياسي الإقليمي وخيارات السياسة الخارجية السعودية وقمع المعارضة السياسية، أدت على الأرجح إلى إضعاف حماس المستثمرين”.
وواجهت المملكة انتقادات عالمية متزايدة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وكذلك بسبب اعتقالها نشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان.