هاجمت صحيفة NewYork Times الأمريكية بشدة ولي العهد محمد بن سلمان ووصفته بأنه مسئول عن أبشع الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة إن بن سلمان مسؤول عن واحدة من أبشع جرائم القتل التي تعرض لها صحفي حتى الآن، وهي جريمة قتل جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر عام 2018.
وذكرت الصحيفة أن بن سلمان يمثل قائدا مستبدا وسلطويا لا يخجل من تجاهل المعايير الدولية واللياقة الأساسية للتخلص من المراسلين المتطفلين.
وتناولت الصحيفة التقرير الأخير الصادر عن لجنة حماية الصحفيين الذي رصد “معلما كئيبا آخر في هجمة القادة الاستبداديين ضد الصحافة الحرة في رقم جديد مرتفع خلال العام الماضي في عدد الصحفيين المسجونين في جميع أنحاء العالم”.
وفي تقريرها السنوي عن الصحفيين المسجونين بسبب عملهم، قالت منظمة لجنة حماية الصحفيين إن 293 صحفيا سجنوا في جميع أنحاء العالم، بزيادة قدرها 13 صحفيا عن عام 2020.
وقد قتل ما لا يقل عن 24 صحفيا حتى الآن هذا العام، حسبما ذكرت اللجنة. وتوفي 18 آخرون في ظروف “غامضة للغاية بحيث لا يمكن تحديد ما إذا كانوا أهدافا محددة”.
وظلت الصين أكبر لسجان للصحفيين للسنة الثالثة على التوالي، حيث تم حبس 50 صحفيا. وصعدت ميانمار إلى المركز الثاني بسبب انقلاب عسكري في فبراير/شباط وحملة القمع الإعلامية التي أعقبت ذلك. وكانت مصر وفيتنام وبيلاروسيا هي الثلاثة التالية.
وعادة ما تكون لجنة حماية الصحفيين في الجانب المحافظ بين المنظمات التي تراقب حرية الصحافة في تغطية انتهاكات الصحفيين أو اعتقالهم أو قتلهم، بسبب بروتوكولات التحقق الصارمة.
ومع ذلك، فهذه هي السنة السادسة على التوالي التي تسجل فيها سجن ما لا يقل عن 250 صحفيا بسبب تقاريرهم، وهو اتجاه يعزوه إلى “التعصب المتزايد للإبلاغ المستقل” من قبل الحكام المستبدين المتغطرسين على نحو متزايد المستعدين للاستهزاء بالإجراءات القانونية الواجبة والمعايير الدولية للبقاء في السلطة.
وحقيقة أن الطغاة لا يستطيعون الالتزام بحرية الصحافة هي في حد ذاتها مقياس لأهمية هذه الصحافة.
كان الرجل القوي في بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، مستعدا لمواجهة إدانة كاملة، على الأقل من الغرب، لتحويله مسار رحلة دولية فقط حتى يتمكن من اعتقال صحفي منفي ذاتيا، رومان بروتاسيفيتش، وإرسال رسالة إلى منتقدين آخرين.
ولكن بعد ذلك لم يخجل قادة سلطويون آخرون مثل شي جين بينغ وفلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان ومحمد بن سلمان – والأخير المسؤول عن واحدة من أبشع جرائم القتل التي تعرض لها صحفي حتى الآن، وهي جريمة جمال خاشقجي – من تجاهل المعايير الدولية واللياقة الأساسية للتخلص من المراسلين المتطفلين.
وأشارت اللجنة إلى أن تركيا و السعودية انسحبا من الدول الخمس الأولى التي سجنت الصحفيين في عام 2021، لكن ذلك لم يكن بالضرورة تقدما.
ونبهت إلى أنه في السعودية، ربما كان قتل الصحفي خاشقجي وتقطيع أوصاله بمثابة ثني العديد من المنتقدين، فيما تجد سلطات المملكة طرقا أكثر تطورا لمنع المراسلين والمنظمات المستقلة، مثل إغلاق الإنترنت وتحسين المراقبة.