أبرزت منظمة سند لحقوق الإنسان تعمد السلطات السعودية مواصلة إهانة أئمة المساجد وقراء القرآن، حيث تجرجر بهم إلى المعتقلات بدون أسباب قانونية.
وقالت المنظمة إن السلطات السعودية تلجأ إلى أساليبها الوحشية المخزية، لتكميم الأفواه بملاحقة الخطباء وأئمة الجوامع، والعديد من المعتقلين من الأئمة منهم “عامر المهلهل، إمام جامع أم المؤمنين خديجة بنت خويلد” و”صالح آل طالب، إمام الحرم المكي” و”أحمد باطهف، خطيب مسجد الفردوس بجدة” وغيرهم من الأئمة والخطباء.
ويواجه هؤلاء المعتقلين من الأئمة إلى معاملة قاسية ومهينة، حيث منعوا من التواصل مع عوائلهم، وأهملوا من العلاجات اللازمة لهم، ومنعوا من توكيل محام لمناصرة قضاياهم.
وتستمر السلطات السعودية القمعية في ملاحقة الأئمة والخطباء وقراء القرآن في عموم المملكة؛ لتكميم الأفواه وسلب حرية الرأي والتعبير.
ومؤخرا سلطت صحيفة أمريكية الضوء على خطوات ولي العهد محمد بن سلمان المتدرجة نحو تقليص الدور الديني وإقصاء الدعاة المؤثرين في المملكة التي تضم المقدسات الإسلامية.
وأكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى تقليص نفوذ الدعاة المؤثرين في المملكة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى قرار بن سلمان خلال مايو بمنع استخدام مكبرات الصوت لتضخيم الصلوات والخطب في المساجد.
وعندما كتب أحد الدعاة مقالًا على الإنترنت ينتقد قرار وزارة الشؤون الإسلامية، تم القبض عليه، وفقًا لمنظمتين سعوديتين لحقوق الإنسان، وحظرت حسابه على تويتر الذي كان نشطًا في السابق.
وبعد أن أمرت الحكومة بخفض حجم الأذان، انتشر وسم “صوت الصلاة مطلب شائع” على موقع تويتر السعودي، ونشر المستخدمون مقاطع فيديو بما في ذلك النداء الذي تم ترديده.
وفي يونيو الماضي، أعلن رئيس الاتحاد الذي يمثل الشركات السعودية أنه سيُسمح للمتاجر والمطاعم وغيرها من المؤسسات بالبقاء مفتوحة أثناء وقت الصلاة.
وقالت الصحيفة إنه تطور رئيسي آخر في بلد أغلقت فيه الشركات، لعقود، خمس مرات في اليوم.
واعتبرت هذه التغييرات أحدث الخطوات التي اتخذتها المملكة في عهد ولي عهدها محمد بن سلمان، لتقليص سلطة المؤسسة الدينية والدعاة.
وفي حين أن العديد من السعوديين قد يهتفون بالخطوات كدليل إضافي على أن محمد يحرر المملكة، فإن التطورات تعكس أيضًا جهوده المستمرة لتوطيد سلطته وقص أجنحة الدعاة وأي شخص يمكن أن يتحداه.
ولطالما لعب الدعاة دورًا مهمًا في المملكة، حيث أصدر الدعاة فتاوى وتصريحات تحكم حياة ملايين السعوديين.
كما امتدت قوتهم أيضًا إلى ما وراء حدود البلاد، حيث يتطلع العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم نحو المملكة للتوجيه والأحكام الدينية.
لكن محمد بن سلمان، انفصل مرارًا عن رجال الدين المحافظين.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى قرار بن سلمان مراجعة الكتب المدرسية التي تروّج لوجهات نظر إسلامية وتم كبح السلطات القاسية المعروفة للشرطة الدينية.
كما تم منح المرأة الحق في القيادة وحضور الأحداث الرياضية، ولم تعد المطاعم مفصولة حسب الجنس.
نوهت الصحيفة الأمريكية إلى تراجع تأثير رجال الدين بشكل خاص في وزارات العدل والشؤون الإسلامية والتعليم، حيث لعبت المؤسسة الدينية دورًا كبيرًا منذ فترة طويلة.