أغلقت إدارة موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، آلاف الحسابات التابعة للذباب الإلكتروني السعودي إزاء مهاجمة تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن إدارة “تويتر” أغلقت آلاف الحسابات المزيفة، التي شنت حملة واسعة فور إعلان التقرير الأمريكي.
وأظهر التقرير الأمريكي تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل السفارة بإسطنبول 2 أكتوبر 2018.
وقالت الصحيفة إن هذه الحسابات التي تتخذ من السعودية مقرا لها، وتستخدم صور ملفات شخصية مزيفة وصياغة متكررة، سعت إلى تقويض استنتاج مسؤولي المخابرات الأمريكية.
وأكد التقرير أن الحملة السعودية استهدفت جمهورا أمريكيا، من خلال الرد المباشر على التغريدات من قبل العديد من المؤسسات الإخبارية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
وأشار إلى أنه بعد نشر التقرير سعت الحسابات السعودية إلى إبعاد اللوم عن ولي العهد.
صيغة موحدة
ولفت إلى أن هذه الحسابات استخدمت صيغة موحدة، ونشرتها كردود على تغريدات “واشنطن بوست” و”بلومبيرغ نيوز” و”إن بي سي نيوز”.
وبينت أن نص الصيغة تمثل في: “تم إغلاق قضية خاشقجي بالفعل، مع وجود المجرمين في السجن، بسبب ما فعلوه”.
وتابع التقرير: “ظهرت تعليقات أخرى مماثلة ومتكررة على تغريدات CNN وCBS News وThe Los Angeles Times”.
واستطرد: أن هذه التغريدات كانت جزءا من جهد واسع من قبل حسابات سعودية، تعمل باللغتين الإنجليزية والعربية، لتشكيل الرواية العامة حول دور ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي.
تلاعب سعودي
وقالت إدارة موقع “تويتر” إنه تم إغلاق آلاف الحسابات السعودية، للتلاعب بالمنصة، وانتهاكات أخرى.
ووفقا لتحليل أجرته مؤسسة Advance Democracy برئاسة المحلل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي والمحقق في مجلس الشيوخ دانييل جيه جونز، الذي قاد مراجعة برنامج التعذيب التابع لوكالة المخابرات المركزية.
فإن العملية السعودية التي استهدفت تغريدات وكالات الأنباء الأمريكية، باستخدام عشرات الحسابات المزيفة، تتماشى مع العمليات التي أجراها السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي في الماضي.
منشورات سياسية
وشدد جونز على أنه “من السهل تحديد النشاط المنسق للحسابات، التي تنشر حول التقرير الذي صدر مؤخرا عن خاشقجي”.
وذكر أنه بالإضافة إلى توقيت المنشورات وتشابه المحتوى، فإن الحسابات تنشر بشكل شبه حصري محتوى غير سياسي باللغة العربية لتظل نشطة.
واستدرك: “لكن بعد ذلك تتحول إلى منشورات سياسية باللغة الإنجليزية، في محاولة لدحض الانتقادات”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الحكومة السعودية سعت منذ فترة طويلة إلى استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا، لتشكيل الروايات العامة حول الأحداث الكبرى والموضوعات المهمة سياسيا.
ويقول باحثون إن “المسؤولين السعوديين وجدوا أن التلاعب بتويتر يسمح لهم بالاستفادة من سلطته، دون فرض حظر أو قيود أخرى يمكن رؤيتها”.
وأفاد موقع “تويتر” بأنه حقق في حوالي 3500 حساب، وعلّق تعليقها، بعد أن علقت على تقرير المخابرات الأمريكية، لكن الشركة لم تتمكن من تحديد من أو ما وراء حملة التأثير.