لم يكن العام المنصرم 2020، عاما هادئا على قبيلة الحويطات العريقة بل شهد عمليات قتل ومداهمات منذ نظام آل سعود لتهجيرهم قسريا.
وبدأت أزمة قبيلة الحويطات في شهر يناير 2020 عندما قام مسؤولون تابعون لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بطلب مقابلة أبناء الحويطات.
وحاول هؤلاء التفاوض مع أفراد القبيلة على ترك بيوتهم وأراضيهم والرحيل من المنطقة من أجل إتمام مشروع نيوم.
ولم تكن المقابلات التي تمت من أجل التفاوض كما تم تصويرها إعلاميا وإنما كانت في الحقيقة من أجل الإجبار على التهجير القسري ومغادرة الديار والأرض.
سواء قبلوا بما تعرضه الدولة من مبالغ مالية زهيدة، أو رفضوها، حيث أخبروهم بأن القرار نافذ ولن يتم التراجع فيه وفقا لأوامر ولي العهد.
اعتقالات ومداهمات
وشنت قوات أمنية سعودية حملة أمنية واسعة شملت مداهمة البيوت وتروع الآمنين عدا عن سلسلة اعتقالات وخطف لأبناء قبيلة الحويطات.
وجاءت تلك الحملة بعد رفض العديد من أبناء الحويطات القبول بالتعويض المادي وترك بيوتهم وأراضيهم لمشروع محمد بن سلمان نيوم.
وهدفت سلطات آل سعود من وراء تلك الحملة إلى إرهاب الأهالي وإجبارهم على القبول بما تعرضه عليهم، من تعويضات مالية مجحفة.
وتعرض المعتقلون من أبناء الحويطات إلى التهديد بالسجن الدائم أو القتل وأخذ الأراضي والمنازل عنوة وقسرا.
ورصدت وسائل إعلامية ومؤسسات حقوقية أن المبالغ التي عرضتها سلطات آل سعود زهيدة لم تتجاوز ٢٠٠ ألف ريال.
في المقابل تقدر قيمة الأراضي والمنازل التي يسكنها أبناء الحويطات بالملايين.
وشهد منتصف إبريل 2020 قتل قوة أمنية سعودية للمواطن عبد الرحيم الحويطات، الذي رفضت ترك منزل آبائه وأجداده.
تهجير قسري
وقال شهود عيان من أبناء الحويطات إن رئيس لجنة الترحيل القسري فهد بن سلطان، يقوم بإجبار شيخ الحويطات على الحضور معه تحت التهديد بما لا يتحمله.
وتقوم السلطات بإعطاء المبالغ المالية التي قررتها أمام عدسات الإعلام وكأن الأمر جاء بالرضا، وكأنه لا توجد أزمات بين الدولة وأبناء القبيلة.
انتقادات حقوقية
في المقابل، أطلق حقوقيون ونشطاء حملة تحت عنوان “العدالة لضحايا نيوم” لفضح جرائم النظام السعودي بحق أهالي المنطقة، ولتحقيق مبدأ العدالة في معاملتهم.
واشتكى هؤلاء لهيئة الأمم المتحدة جرائم آل سعود بحق القبيلة العربية العريقية الممتدة منذ أكثر من 800 عام.
وقالت المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسون، إن ما يتعرض له أبناء قبيلة الحويطات.
وعددت انتهاكات واعتقالات ممنهجة لإرغامهم على ترك أراضيهم وديارهم من أجل مشروع نيوم، يظهر الوجه الحقيقي للنظام السعودي في معاملة المواطنين.
وأضافت ويتسون أن النظام السعودي في الحقيقة لا يحترم أبناء الوطن ولا يراعي حرماتهم.