قالت الأكاديمية السعودية مضاوي الرشيد إن نظام آل سعود يتبادل التعاون مع إسرائيلي- من تحت الطاولة – معتقدة أن إعلان التطبيع رسميا مسألة وقت فقط.
ورأت الأستاذة الزائرة بمعهد الشرق الأوسط، أن الحاكم السعودي ملعون لو انضم إلى المعاهدة الإماراتية أو لم ينضم.
وتعتقد الرشيد في مقال بموقع “ميدل إيست آي” الدولي أن المسألة هي مسألة وقت حتى يتم توقيع معاهدة “أبراهام” بين الإمارات وإسرائيل. وسيرتفع العلم الإسرائيلي في أبو ظبي. وسيتم تأخير ذلك في الرياض لأن الملك سلمان وابنه محمد، ولي العهد اختارا النفاق والسرية على الشفافية والانفتاح.
وأشارت إلى أن سلطات آل سعود تفضل بقاء علاقات تحت الطاولة مع إسرائيل بعيدة عن عين الرأي العام. وربما لم يكن الملك العجوز راغبا بإنهاء حكمه بخطوة مثيرة للجدل ولكنه سيظل على كلا الحالين محاصرا سواء فعل أم لا.
فاتفاقية 13 آب/أغسطس بين الإمارات وإسرائيل تخلق تحد جديد للمملكة. فمثل الإمارات احتفظت السعودية بعلاقات على مستويات دنيا وخلف الستار مع إسرائيل وزادت في ظل الملك سلمان.
وقالت الرشيد: كان المنطق وراء هذا التعاون هو الوقوف أمام العدو المشترك، أي إيران. فقد كان من المفترض أن تعزز التكنولوجيا العسكرية والأمنية والأمن السعودي. لكن محمد بن سلمان لم يخرج للعلن ويتحدث عن العلاقات السرية هذه والتي لم تناقش بشكل مفتوح في السعودية.
ويعرف معظم السعوديين عن مستوى التعاون من خلال ما يعلن عنه في إسرائيل وتنشره الصحافة هناك. وتعاملت المملكة خلال الأيام التي تلت تطبيع العلاقة بين الإمارات وإسرائيل بالصمت.
ولم يصدر أي تصريح رسمي إلا في 19 آب/أغسطس حيث قال وزير الخارجية فيصل بن فرحان إن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية المقدمة عام 2002 ولن تتعجل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ورأت الرشيد أنه في المستقبل لن يتبع محمد بن سلمان بإرادته خطوات أستاذه وحليفه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وبدون أن يتعرض لضغوط شديدة من الرئيس دونالد ترامب، ولهذا فسيظل مترددا لعقد اتفاق سلام.
وفي ضوء الجدل الذي يحمله التطبيع مع إسرائيل بدون التفكير جديا بالمبادرة السعودية العربية الأصلية التي تنص على القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية التي ستقام على أراضي 1976 فربما لم يكن الملك سلمان مستعدا لربط نفسه باتفاقية يتم التخلي فيها عن حقوق الفلسطينيين.
واستدركت الأكاديمية السعودية: لو قرر الملك سلمان الالتزام بالصمت وتجاهل المبادرة الإماراتية فإن راعيه الكبير في واشنطن دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر سيشجبانه، خاصة أنهما عبرا خلال السنوات الأربع الماضية عن ولاء شديد له ولابنه.
وتابعت أنه: من المشكوك فيه معرفة ترامب أو فهم السبب الذي يدعو حكام المملكة للتردد في الكشف عن علاقتهم الطويلة والسرية مع إسرائيل، فهو لا يفهم أو لا يهتم بالرأي المحلي السعودي. ولو خضع الملك للضغط فسيقدم خدمة كبيرة لترامب في واشنطن ولبنيامين نتنياهو في إسرائيل.
وأشارت الكاتبة إلى أن عددا من السعوديين رحبوا بالاتفاق، وكما هو الحال وجد البعض ملجأ في منصات التواصل الاجتماعي للتأكيد على حقوق الفلسطينيين ودعمها والتي يتخلى عنها الاتفاق بشكل واضح.
وكتبت أنه من غير المعروف الطريقة التي سيرد بها حكام المملكة. فالصحافيون والكتاب ربما تجنبوا نقد الإمارات، الذي يعتبر محرما وقد يقود إلى السجن. وبنفس الوقت يقود دعم الفلسطينيين العلني والتظاهر إلى السجن.
ونوهت إلى أن وسائل الإعلام السعودية تناولت ما أطلق عليه الاتفاق التاريخي في الإعلام الرسمي على أنه اختراق دونما تقييم نقدي للظروف التي أدت إليه أو مديحه بشكل واضح.
وأكد معظم المعلقين السعوديين أن قرار الإمارات مرتبط بالسيادة، مما ينهي أي نقاش حول شروط وظروف الاتفاق وآثاره العامة على الفلسطينيين. وهناك أقلية من السعوديين عبرت وبوضوح عن دعم واضح للاتفاق الإماراتي مثل الكاتب والروائي تركي الحمد الذي كتب على” تويتر” أن القضية الفلسطينية ليست قضيته.
وختمت الرشيد أن الصمت وعدم الوضوح هما استراتيجية المملكة لنزع فتيل الأزمة. ويعرف الملك وابنه جيدا أن التعجل في التطبيع يجلب اللعنة عليهما. والخيار الوحيد هو الصمت حول خطة مثيرة للجدل قد تكون قاضية على إرث الملك.