محمد بن سلمان أفشل وزير دفاع في تاريخ المملكة
بينما كانت المملكة تعيش على وقع هجمات غير مسبوقة استهدفت منشآت تصدير النفط يوم السبت الماضي، كان وزير دفاعها ولي عهدها محمد بن سلمان بعد ذلك بيوم فقط يرعى “الحفل الختامي لمهرجان الهجن في نسخته الثانية”، وذلك بميدان سباقات الهجن في الطائف.
وأظهر ذلك حدة الفشل الذريع الذي يتصف به محمد بن سلمان حيث يقضي وقته في فعاليات للترفيه والإلهاء بينما تتعرض المملكة لهجمات أقل ما توصف بأنها إعلان حرب.
وأثار ذلك استياء واسع في المملكة في وقت وصف فيه المراقبون بن سلمان بأنه أفشل وزير دفاع في المملكة بحيث ورطها في مستنقع حرب اليمن وظهر عاجزا عن حمايتها أو الرد على ما تتعرض له من هجمات.
وترى صحيفة لوموند الفرنسية أن الغارة التي استهدفت منشأتين كبيرتين بالسعودية وألقت الرياض باللوم فيها على طهران، مثلت إذلالا وإهانة لمحمد بن سلمان.
وفي تقرير لمراسلها المخضرم بنيامين بارت، ذكرت الصحيفة أن المملكة محرجة الآن، وتتمنى اليوم أن الفيلم الدعائي الذي نشرته في 2017 ووصفت فيه ردها الكاسح على طهران، لم يصور أصلا.
ويقول بارت إن المقطع الذي شاهده حتى الآن أكثر من 1.5 مليون شخص يحاكي بلعبة فيديو احتلال السعودية لإيران وتدمير قواعدها العسكرية، قبل أن يتمكن قادة الحرس الثوري من التصدي للقوات الغازية أو إطلاق أية رصاصة؛ كل ذلك مع هتافات الشعب الإيراني وترحيبه بجنود جلالة الملك سلمان.
ولفت بارت إلى أن الصحافة السعودية وصفت في ذلك الوقت سيناريو هذا الفيديو الدعائي بأنه “واقعي”، علما بأنه يبدأ بكلمة لمحمد بن سلمان يقول فيها: “لن ننتظر وصول الحرب إلى السعودية، سنضمن أن المعركة تجري داخل إيران نفسها”.
وتحت عنوان “إذلال رهيب”، قال بارت إن نبرة هذا الفيلم تميزت بالتهور والشوفينية والاندفاعية، مما كشف عن تشدد في الدبلوماسية السعودية المناهضة لإيران، وتصلبها العدائي، وهو منعطف يجسده ولي العهد الشاب مهندس الحرب في اليمن، الذي يرى أن مواجهة إيران أصبحت ضرورية بسبب تدخلها في الشؤون العربية، بحسب رأي الكاتب.
لكن بعد مرور أقل من سنتين على نشر ذلك الفيلم الدعائي، ها هو الواقع يضرب الخيال، لكن على عكس ما اشتهته سفينة كتاب ذلك السيناريو، إذ لم يتمكن نظام الدفاع الجوي السعودي من التصدي لهجوم استهدف أكبر مصفاة في المملكة، في بقيق وحقل خويرس النفطي المجاور لها، وذلك يوم السبت 14 سبتمبر/أيلول الماضي، الأمر الذي يعتبر إهانة رهيبة لولي العهد راعي القومية السعودية، بحسب الكاتب.
وينقل بارت عن رجل أعمال أجنبي عارف بالرياض قوله: “هذه ضربة قاسية لمصداقية السعودية في وجه الغربيين”.
ويضيف الكاتب أن هذه العملية، التي اتهمت وزارة الخارجية الأميركية إيران بالوقوف وراءها وأدت إلى خفض إنتاج السعودية من النفط إلى النصف، تمثل ذريعة حقيقية للحرب.
ومع ذلك، يقول بارت إن المملكة لا تريد في الحقيقة الدخول في حرب مع عدوها الكبير، وبعيدا عن وعود الفيديو، يبدو أن بن سلمان اختار التواري عن الأنظار في الوقت الحالي والامتناع عن توجيه أصابع الاتهام إلى طهران، حتى لو لم يكن هناك أحد في الرياض يشك في تورطها.
وينقل بارت عن صحفي سعودي قوله إن “ما حدث يوم السبت كان صدمة كبيرة وإهانة للمملكة، إذ لم يكن أحد يتخيل أن إيران سوف تجرؤ على شن هذه الضربة، وبن سلمان في وضع لا يحسد عليه، فهو يجد نفسه اليوم وحيدا ضد إيران”.
فلا الولايات المتحدة تريد الدخول في حرب مع إيران، ولا فرنسا الحليف الآخر للرياض تريد ذلك، وتكتفي وسائل الإعلام السعودية في هذه الأثناء بتعداد اتصالات الدعم الهاتفية التي تلقتها السعودية منذ يوم الهجوم، لكن الواقع أنه ليس هناك أي بلد مستعد للدخول في مواجهة مع إيران”، وفقا لما نسبه الكاتب للمحللة في مؤسسة كارنيغي ياسمين فاروق.
ولا يتوقع المحللون أن يتجاوز الرد الأميركي العسكري هجوما إلكترونيا أو نشرا للمزيد من الأنظمة المضادة للصواريخ.
والواقع وفقا للخبراء المختصين أن “بن سلمان في ورطة إستراتيجية، إذ ليست لديه الإمكانيات الضرورية لطموحاته السياسية”، وفق تقرير بارت.
وتساءل بارت في النهاية عما إذا كان الملك سلمان سينتهز هذه السانحة لإعادة تأطير ولي عهده وتحجيم دوره، مشيرا إلى أن ما سيقوله الملك سلمان في هذا الإطار سيعطي فكرة عن مدى الضعف الذي لحق بمحمد بن سلمان.