واشنطن تسحب صواريخ باتريوت وعشرات العسكريين من المملكة
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الولايات المتحدة الأميركية عمدت إلى سحب بطاريات صواريخ باتريوت والعشرات من عسكريها من المملكة، في حين تدرس تخفيض قدرات عسكرية أخرى هناك.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين عسكريين إن القوات الأميركية تبحث تقليل انتشارها البحري في مياه الخليج.
وبحسب المسؤولين فإن هذه الخطوات التي تقوم بها وزارة الدفاع (البنتاغون) تستند لتقديراتها بأن إيران لم تعد تشكل تهديدا استراتيجيا لمصالح واشنطن.
وذكرت الصحيفة أن القوات الأميركية تقوم حاليا بسحب أربع بطاريات صواريخ باتريوت ومعها عشرات العسكريين، وهي التعزيزات العسكرية التي كانت واشنطن أرسلتها في أعقاب الهجمات التي استهدفت منشآت النفط السعودية العام الماضي.
ويأتي سحب هذه القدرات العسكرية الأميركية من السعودية في مرحلة دقيقة للعلاقات بين البلدين حيث توترت الأجواء بسبب حرب أسعار النفط بين الرياض وموسكو، والتي كانت سببا رئيسيا -إلى جانب وباء كورونا- وراء انهيار الأسعار إلى مستويات تاريخية، وألحقت ضررا شديدا بشركات النفط الأميركية.
وقصفت طائرات مسيرة منشآت شركة أرامكو النفطية في 14 سبتمبر/ أيلول 2019 وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
ورغم تبنى جماعة الحوثي في اليمن، قصف المنشأة الأضخم في العام، إلا أن مسؤولون أمريكيون يعتقدون إلى حد كبير أن إيران تقف وراء الهجمات.
ونشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورا فضائية تظهر ارتفاع وامتداد أعمدة سحب الدخان في السعودية بعد الهجوم.
وتدير (أرامكو) أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية، وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة على سبعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا.
وبشكل غير مسبوق توترت العلاقات السعودية الأمريكية مؤخرًا بسبب انهيار أسعار النفط الأمريكي، واتهام المملكة بتكبيد واشنطن خسائر كبيرة، وهو ما دعا نواب في الكونجرس الأمريكي مطالبة (البنتاغون) سحب القوات الأمريكية وكذلك أنظمة الدفاعات من السعودية.
وطالب كيفين كريمر السيناتور عن ولاية داكوتا الشمالية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده وأنظمة الدفاع الجوية من المملكة.
وتساءل كريمر: “لماذا نضع 2500 جندي في طريق الأذى ومجموعة كاملة من أنظمة الدفاع الصاروخي في السعودية للدفاع عن نفطهم عندما يعلنون الحرب على نفطنا؟”
وأضاف: “نحن نسمح للسعودية بمواصلة الوصول السهل للأسواق الأميركية في الوقت الذي تعد فيه من وجهة نظري المسؤولة إلى حد كبير عن وفرة العرض الكبير من النفط في الأسواق”.
كما دعت لجنة رقابية في الكونجرس الأميركي وزارتي الخارجية والطاقة إلى الالتزام بتقديم إفادات منتظِمة للجان المختصة عن التعاون مع السعودية في مجال الطاقة النووية.
وفي السياق، رأى مقال بشبكة بلومبيرج الإخبارية بعنوان “كيف وصل محمد بن سلمان إلى طريق مسدود في واشنطن”، أن اعتماد ولي العهد السعودي على البيت الأبيض قد جعله عرضة بشدة لأساليب “لَيّ الذراع” الرئاسية.
ويشير كاتب المقال بوبي غوش إلى واقعة حدثت خلال مكالمة هاتفية في الثاني من الشهر الماضي بين ترامب وبن سلمان، عندما طلب الأخير – الذي على ما يبدو ذُهل مما قاله الرئيس الأميركي وقتئذ- من مساعديه مغادرة الغرفة.
ويضيف الكاتب: لم يكن أحد من الحاشية حاضرا عندما أُجبِر سيدهم -الذي هو نفسه لا يتوانى عن الترهيب- كما يبدو على الرضوخ.
ويذكر أن ترامب هدد بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من المملكة إذا لم يخفض السعوديون إنتاج النفط، وفي هذه النقطة فإن ولي العهد لن تغيب عنه الآثار الوخيمة التي يمكن أن تترتب على مثل ذلك الانسحاب.
وختم الكاتب: وكما قالها ترامب بفجاجة من قبل فإن حكام المملكة “قد لا يمكثوا هناك أسبوعين” دون دعم عسكري أميركي.