أشاد الإعلام الإسرائيلي بشدة بسياسة ولي العهد محمد بن سلمان، مبرزا أنه يستبدل هوية السعودية ويدفع للتمهيد للتطبيع العلني بين المملكة وتل أبيب.
وجاء في مقال للقناة الحكومية العبرية 12، أن بن سلمان “يستبدل هوية السعودية، ولا يوجد بلد يفعل مثل هذا الشيء على الإطلاق، إنه تغيير مفاجئ وشامل، ويبدو أنه عازم على استبدال كل من العلم والنشيد الوطني“.
وذكرت القناة أن بن سلمان “يحاول عزل المملكة عن الشريعة الإسلامية، ويريد رفع علم جديد لا يبرز انتماءه للإسلام، كما أنه يريد إبراز الحضارة القديمة في أرض المملكة، حتى أنه يحث علماء آثاره على العثور على آثار يهودية، من أجل دمج اليهودية في الثقافة المحلية”.
وجاء في المقال: الكل يدرك أن للأشياء معنى واحداً.. محاولة قطع المملكة ارتباطها بالتيار الوهابي المتدين والمتطرف الذي عزز التمييز ضد المرأة وتحريم الكحول، وأدى بعدة آلاف إلى بتر الأيدي والأقدام على النحو الذي تفرضه الشريعة الإسلامية.
يسعى محمد بن سلمان إلى التخلص من 250 عاماً من الشراكة بين سلالة عائلته، والتي نشأت في أوائل القرن الثامن عشر من منفى بائس في الكويت حتى احتلت تدريجياً معظم شبه الجزيرة العربية، وأحفاد المعلم الروحي الصارم والمتطرف عبد الوهاب الذي كان يسيطر على المؤسسة الدينية وحتى وقت قريب على شرطة المؤسسة المفترسة.
على مر العصور، قامت السعودية بنشر العقيدة الوهابية في جميع أنحاء العالم ومولتها بمبالغ ضخمة من الدعاية الهائلة لنقلها، وشيدت آلاف المساجد والمعاهد الدينية، لطالما كان الوهابي والسعودية مترادفين.
قرر محمد بن سلمان الآن بأن المملكة والتي تأسست في 22 فبراير 1727، وهو التاريخ الذي تولى فيه والد سلالة ابن سعود السلطة في بلدة درعا الصحراوية.
بمعنى آخر إلغاء التقاليد التي تحسب بموجبها أيام المملكة من 1744، وهو العام الذي انضم إليه رجل الدين محمد عبد الوهاب الذي دعا إلى العودة إلى هذا الإسلام “النقي” الذي ساد أيام الرسول.
ومن ثم فإن التاريخ السعودي لم يعد ينطوي على التمسك بالوهابية التي تعتبر في كثير من الأماكن حركة خطرة ومرفوضة.
سيكون للسعوديين الآن “عطلتان للاستقلال” مع إجازة مدفوعة الأجر إلى جانبهم – واحدة في 22 فبراير، والأخرى في 23 سبتمبر، إحياء لذكرى احتلال منطقة الحجاز ومقدساتها عام 1932، عندما أبعد مقاتلو القبائل السعودية من هناك السلالة الهاشمية التي جاء منها الملك عبد الله ملك الأردن.
ليس هذا فقط: ولي العهد “يلغي” الفكرة القديمة السائدة بأن هناك ثلاث دول سعودية صعدت وسقطت واحدة تلو الأخرى، ويذكر أن هناك دولة سعودية واحدة فقط كانت تعرف طبعاً الصعود والهبوط، وهذا يعني أن الكتب المدرسية بحاجة إلى إعادة كتابتها.
إذا كان الأمر كذلك “في رأيه” يجب رفع علم جديد يبرز “السعودية” على حساب الانتماء الإسلامي، يتكون العلم الأخضر الحالي من آية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وتحتها سيف طويل، لم يُعرف بعد كيف سيتم تشكيل العلم الجديد، لكنني أشك في بقاء السيف، النشيد الحالي يتحدث عن الولاء لهذا العلم الأخضر، وسيتم استبداله قريباً أيضاً.
يقود محمد بن سلمان حالياً حملة دعائية على تويتر، يشرح صحفي من المقربين “تركي الحمد”، صراحة أن هذا يعد انسلاخاً من الوهابية في المملكة، ويقوم ادعاؤه: بأنه مثلما تجنبت الولايات المتحدة وبريطانيا، في ذلك الوقت، المسيحيون المتشددون، كذلك المملكة العربية السعودية اليوم، “محمد بن سلمان “لن يدعهم يسرقون 30 سنة أخرى من حياته”.
بالتأكيد، الحمد يغرد بأن الوهابية ساعدت في انتشار آل سعود من صحاري نجد القاحلة إلى الشواطئ، لكن دورها انتهى.
من المستحيل ببساطة المبالغة في شدة الثورة من الأعلى التي بدأت، لن يكون الأمر سهلاً، وسنرى في المملكة العربية السعودية – أيضاً في البيت الملكي – قدراً كبيراً من المعارضة لـ “تمدن ” البلد، ولدفع رجال الدين إلى زواياهم وتقزيم مكان التعصب الإسلامي.
إذا نجح الأمير في المهمة التي قام بها، فقد يكون لها أيضاً تأثير مرغوب فيه على علاقته بإسرائيل، ليس من قبيل المصادفة أن محمد بن سلمان، في بحثه عن حضارة “سعودية” قديمة، حث علماء آثاره على العثور على بقايا يهودية، ويفضل كنيس يهودي من أجل دمج اليهودية في الثقافة المحلية.