شنت جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن هجمات جديدة على المملكة بطائرات مسيرة وذلك في الذكرى الخامسة للحرب المستمرة على اليمن.
وأعلن تحالف آل سعود اعتراض وتدمير طائرات مسيرة بدون طيار أطلقها الحوثيون صوب المملكة في تصعيد يهدد بنسف الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لـ”اجتماع عاجل” لمناقشة وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس) عن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده المملكة العقيد الركن تركي المالكي، قوله إن التحالف اعترض وأسقط طائرات مسيرة أطلقتها حركة الحوثي في اليمن على أهداف مدنية في مدينتي أبها وخميس مشيط.
من جانبه، قال المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع، إن قواته تصدت لهجوم لطائرات التحالف في أجواء محافظة مأرب.
وتأتي التطورات بعد ساعات من بيان للمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، أعلن فيه عن سعادته بـ”الردود الإيجابية” من الحكومة اليمنية والحوثيين، على نداء الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن وقف إطلاق النار.
ودعا غريفيث في بيانه الأخير الأطراف اليمنية إلى عقد اجتماع عاجل، وذلك لمناقشة سبل ترجمة ما قطعوه من التزامات بوقف الأعمال العدائية إلى واقع ملموس.
وخلافاً لكل المناسبات السابقة والدعوات الأممية التي لم تجد آذاناً صاغية طوال خمس سنوات من الحرب، بدا أن فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) سينجح في نزع فتيل الحرب، ولو عبر هدنة قصيرة الأمد، كما كشفت عن ذلك ردود الأفعال الصادرة عن أطراف رئيسية في النزاع اليمني.
ودفع تحالف آل سعود الحكومة الشرعية إلى الترحيب بالدعوة لوقف إطلاق النار التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، معلناً بعدها بساعات “تأييد قرار الشرعية ودعمه” في قبول الدعوة الأممية.
ولم يكتفِ التحالف بتأييد القرار الحكومي فحسب، بل أكدت قيادته على لسان المتحدث الرسمي تركي المالكي، مساندتها مباشرةً جهود الأمم المتحدة “لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانبين الإنساني والاقتصادي، وتخفيف معاناة الشعب اليمني والعمل بشكل جاد لمواجهة مخاطر جائحة فيروس كورونا ومنعه من الانتشار”.
وجاء رد التحالف بمثابة موافقة ضمنية على كل الشروط التي وضعتها جماعة الحوثي، مساء الثلاثاء، في لقاء عبر الفيديو جمع القيادي محمد علي الحوثي مع المبعوث الأممي إلى اليمن، وطرح فيها 5 شروط للدخول في عملية سلام.
كذلك سارع الحوثيون إلى الترحيب بموقف التحالف السعودي الإماراتي، وذلك بتغريدة لمحمد علي الحوثي نفسه على “تويتر”، جاء فيها: “إعلان التحالف قبول وقف إطلاق النار، وخفض التصعيد، واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانبين الإنساني والاقتصادي أمر مرحب به، وننتظر ترجمته بالتطبيق العملي”.
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة أمريكية عن اعتزام واشنطن تقليص مساعداتها الإنسانية لليمن، بالتزامن مع مرور 5 سنوات على اندلاع الحرب بالبلاد.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستمضي قدماً في خطط لتقليص جانب كبير من المساعدات الإنسانية لليمن، اعتباراً من اليوم الجمعة.
وأضافت -نقلاً عن مسؤولين- أن هذه الخطوة تهدف إلى دفع الحوثيين إلى رفع قيود جعلت من الصعب على هيئات الإغاثة العمل في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا.
وقالت إنه رغم تراجع الحوثيين عن بعض القيود، مثل فرض ضريبة بنسبة 2% على جميع المساعدات، فإن ثمة قيوداً أخرى لا تزال سارية، كالتأخير في منح تصاريح السفر.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تقليص المساعدات سيحدث في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فقط.
وأضافت أن عمال الإغاثة يحذرون من أن خفض المساعدات قد يكون كارثياً، وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا في اليمن.
يذكر أن الولايات المتحدة قدمت العام الماضي أكثر من 740 مليون دولار، للعمليات الإنسانية في اليمن.