يسود الغموض مصير تصدير نفط المملكة في ضوء تقارير دولية تؤكد أن المملكة قد تستغرق أكثر من شهر لاستعادة نحو نصف الإنتاج المفقود فقط، جراء الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين رئيسيتين شرق المملكة يوم السبت الماضي.
وقالت مؤسسة “إس أند بي بلاتس”، المزود العالمي المستقل لبيانات المؤشرات السعرية لأسواق الطاقة والمواد الأولية، إن السعودية ستحتاج لشهر على الأقل لتعوض نحو ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، أي نحو نصف الإنتاج الذي توقف بعد الهجوم.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيراً خلال الأيام الأخيرة لتلامس 72 دولارا للبرميل، قبل أن تتراجع قليلا أمس إلى نحو 68 دولاراً للبرميل، فيما يخيم الغموض على الأسواق العالمية حيال متى تستطيع السعودية استعادة إنتاج النفط بنفس الحجم مجددا.
وأسفر الهجوم، الذي أعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عنه، عن اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاورة، حيث يوجد حقل نفطي كبير في شرق السعودية، ما أدى إلى توقف إنتاج 5.7 ملايين برميل يومياً، أي نصف إنتاج النفط السعودي، أو 6 في المائة من الإنتاج العالمي.
وقالت مؤسسة إس أند بي بلاتس، إن المملكة ستقول على الأرجح إن كان باستطاعتها إمداد زبائنها بشكل كامل، رغم أن ذلك يشكّل تحديا مع مرور الوقت، أي إشارة لتأجيل أو تقليل الإمدادات ستؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وأضافت أنّ تهديد انقطاع طويل الأجل لإمدادات النفط السعوديّ يبرز نقص الطاقة الإنتاجية الفائضة في السوق، والتي تقدر بنحو 2.3 مليون برميل يومياً، تنتج الرياض معظمها.
في هذه الأثناء، قال مركز أبحاث “كابيتال ايكونومكس” البريطاني للبحوث الاقتصادية إنه إذا استطاعت السعودية استعادة كامل إنتاجها بحلول الأسبوع المقبل، ستنخفض أسعار النفط سريعا إلى نحو 60 دولاراً للبرميل، لكنّ إذا استمرت جهودها أشهراً واستمرت التوترات، فقد يصل سعر خام برنت إلى 85 دولاراً للبرميل. وقفزت أسعار النفط، يوم الإثنين، بنسبة 20 في المائة، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.
وفي مقابل الخسائر التي منيت بها السعودية، لاسيما توجه أسواقها الرئيسية نحو منافذ بديلة للتوريد، يتوقع أن تشهد ميزانيات العديد من الدول المنتجة للنفط انتعاشة خلال الفترة المقبلة.
والهجوم الأخير، هو الأكبر من نوعه والأكثر فداحة بالنسبة للسعودية. وأضحى قطاع الطاقة خلال الأشهر الأخيرة في مرمى هجمات الحوثيين، حيث تقود السعودية بالتحالف مع الإمارات حرباً ضدهم منذ عام 2015.
وتعرضت المملكة، خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، إلى نحو 4 هجمات مؤثرة على منشآتها النفطية، حيث أدت الهجمات الأولى إلى خسائر غير معلنة من الجانب السعودي، ولكنها كشفت فيما بعد عندما أظهرت البيانات الرسمية لمنظمة أوبك تراجع إنتاج المملكة خلال يونيو/حزيران الماضي.