نظام آل سعود في أحضان واشنطن وإسرائيل لحماية مستقبله
كلما شعر نظام آل سعود أن نهايته اقتربت والمخاطر زادت من حوله بفعل جرائمه وفساده زاد من سقوطه في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل حماية مستقبله.
شهدت الساعات الأخيرة وصول وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إلى المملكة في أول زيارة يقوم بها لحليف واشنطن في الشرق الأوسط منذ تولى منصبه هذا الصيف.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكية مع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وسعي روسيا لزيادة نفوذها الإقليمي وبعد أيام من إقرار واشنطن إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المملكة.
وبلغ التوتر بين واشنطن وطهران مستويات مرتفعة جديدة منذ مايو/أيار 2018، عندما انسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران عام 2015.
وسيجتمع إسبر مع زعماء المملكة والقوات الأميركية فيها خلال الزيارة، حيث نشرت الولايات المتحدة قوات لها في المملكة لتعزيز دفاعات المملكة في أعقاب هجومين على منشآتها النفطية الشهر الماضي.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي للرياض في وقت عقد فيه رؤساء أركان جيوش 18دولة -بينهم المملكة مصر والولايات المتحدة- اجتماعا لمناقشة حماية أمن واستقرار المنطقة.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق أول ركن فياض بن حامد الرويلي في كلمة له في بداية مؤتمر “الأمن والدفاع لرؤساء الأركان”؛ إن انعقاد المؤتمر يأتي لمناقشة التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية التي تحيط بدول المنطقة التي تحتوي على نحو 30% من إمدادات الطاقة في العالم، وتشكل الممرات الملاحية ما نسبته 20% من الممرات التجارية العالمية، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس).
وأضاف أن القوات المسلحة السعودية تتصدى لكافة التهديدات التي مصدرها إيران وأذرعها، متطلعا إلى الخروج بموقف يؤكد المشاركة في دعم الجهود في حماية هذه المنشآت المهمة، وضمان عدم تكرار مثل تلك الهجمات.
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فقد اطلع المشاركون من خلال المعرض المصاحب للمؤتمر على الهجوم غير المسبوق والأضرار التي تعرضت لها المنشآت الحيوية بالمملكة، وكذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية التي تم اعتراضها.
في هذه الأثناء شارك نظام آل سعود في اجتماع تطبيعي عقد في البحرين بمشاركة مشبوهة من إسرائيل في مؤشر جديد على حدة تورط النظام بالتطبيع على حساب تهميش وتصفية القضية الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن بُعد نظام آل سعود عن القضية الفلسطينية والتهديد الإيراني المستمر، دفعاها لفتح أبواب تواصل مع إسرائيل التي لا يتوقعون أن تكون لها اليد الطولى في أمن الخليج.
فإسرائيل ستبقى تلك الدولة العدو التي يجب الحذر منها، ومشاركتها في مؤتمر البحرين لا يجب أن تعني التطبيع معها، أو غض الطرف عما تقوم به ضد الفلسطينيين حتى لو حاول نظام آل سعود الترويج لذلك.
وستبقي إسرائيل أكبر عدو للأمة العربية، وإن أي حديث عن مصالح مشتركة بينها وبين دول الخليج يناقض مفهوم الأمن القومي، ومن المستغرب مشاركة إسرائيل في نقاش أمن المنطقة بالبحرين، وهي في الأساس تشكل الخطر الأساسي عليها.
ويبرز المراقبون أن استدعاء نظام آل سعود إسرائيل لحماية المياه في الخليج يكشف عن وجود تنسيق عربي إسرائيلي وصل حد الشراكة ولم يعد تطبيعا، والغريب في ذلك أن الدعوة تمت بعد أيام من تنديد الجامعة العربية بالعملية العسكرية التركية في سوريا بحجة اختراق السيادة السورية.
فإسرائيل شنت نحو 260 غارة جوية على سوريا خلال الثلاثة الأعوام السابقة؛ أسفرت عن مقتل مئات السوريين، كما قصفت العراق ولبنان، وهي سعت لإقناع أميركا بعدم تزويد المملكة بأي معلومات حول بناء مفاعل نووي لأغراض سلمية، كما منعت تزويد المملكة والإمارات بطائرات إف 35، وهو ما يعني أن إسرائيل تسهم بشكل واضح في استهداف الأمن القومي الخليجي.
وعليه فإن دعوة إسرائيل للاجتماع هو فتح أبواب الخليج لأكبر جهاز أمني واستخباراتي (الموساد) في المنطقة، وهو أمر خطير للغاية، خاصة أن إسرائيل دولة مارقة وعنصرية تحمل حقدا تاريخيا ضد العرب، ودخول إسرائيل الخليج سيجعله قاعدة استخبارية لكل عملياتها من اغتيالات وانقلابات.