بفعل جرائم نظام آل سعود.. مرتبة متدنية عالميا للسعودية بالأمن والسلامة
عكست دراسة دولية حجم القمع والإرهاب داخل المملكة التي ذاع صيتها الأعوام الماضية بالقتل وسفك الدماء والاعتقالات والتهجير القسري لقبائل سعودية لصالح مشاريع وهمية بفعل جرائم نظام آل سعود.
وكشفت دراسة أصدرها معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي (IEP)، تصدر دولة قطر قائمة الدول الخليجية الأكثر أمناً وسلامة، فيما حلت المملكة المرتبة الأخيرة في ذيل القائمة الخليجية.
وحلت المملكة في ذيل الترتيب على مستوى الخليج، بعدما احتلت المرتبة 128 عالمياً.
ووصفت الدراسة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) بأنها الأقل سلمية في العالم للسنة السادسة على التوالي، بعدما تمكنت مؤخراً من التقدم ثلاثة مواقع.
وأرجعت الدراسة الانخفاض العام في السلام العالمي إلى عوامل من بينها، “زيادة النشاط الإرهابي، وتكثيف الصراعات في الشرق الأوسط، وتصاعد التوترات الإقليمية في شرق أوروبا وشمال شرق آسيا، وتزايد أعداد اللاجئين، وتصاعد التوترات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة”.
وفي أكتوبر/ تشرين أول 2018م، هزت جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل سفارة بلاده بمدينة إسطنبول التركية، الرأي الدولي، ورجحت تقارير صادرة عن المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن قتل خاشقجي جاء بأوامر من بن سلمان.
ويلاحق بن سلمان أمراء ومعارضين خارج المملكة، ويرسل لهم تهديدات أمنية متلاحقة، كما يعتقل أفراد عائلاتهم المتواجدين داخل المملكة.
ويعتقل بن سلمان حاليا، ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير فيصل بن عبد الله والأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي عزله الملك سلمان ومحمد بن سلمان في حزيران/يونيو 2017، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة، إضافة إلى الأميرة بسمة بنت سعود وأبناء سعد الجبري المقيم حاليا في كندا والذى عمل مستشارا لولى العهد السابق.
وطالما دعا قادة حول العالم الرياض لإطلاق معتقلي الرأي وناشطات حقوق الإنسان، إلا أن دعوات كهذه دائما ترد عليها المملكة بنفي “مزاعم” التعذيب وعدم وجود سجون سرية والإشادة بالقضاء السعودي ونزاهته.
وليس هذا فحسب، بل ما زالت حروب ضروس في اليمن، تقودها المملكة والإمارات، ولم تسفر سوى عن أكبر كارثة إنسانية في العالم، وإتمام صفقات عسكرية – أميركية بالمليارات.
وتقدر تكلفة حرب اليمن وحدها على السعودية بحوالي 100 مليار دولار، مما أدى إلى نزيف مالي للمملكة بمعدل 5-6 مليارات دولار شهريًا.
ويقدر إجمالي تكلفة الصراع أكثر من 200 مليار دولار، عدا عن توجيه جماعة الحوثي ضربات جوية متفرقة للملكة بين الحين والآخر.
كما ترفض قبيلة الحويطات السعودية تهجيرها من أراضيها لصالح مشروع مدينة “نيوم” الضخم الذي يشكل جزءا من الرؤية الاقتصادية (2030) لولي العهد.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن عددا من أفراد قبيلة الحويطات رفضوا عروض التعويضات التي قدمتها لهم السلطات السعودية مقابل ترك منازلهم والرحيل لمكان آخر.
وسبق أن قتلت قوات الأمن السعودي، منتصف إبريل/ نيسان المنصرم، المواطن عبد الرحيم الحويطي الذي نشر سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال في موقع المشروع في محافظة تبوك، واصفا إياه بإرهاب دولة آل السعود.
وأكد الحويطي أن معارضته قد تؤدي إلى قتله.
وأعلن الأمن السعودي، لاحقا، مقتل الحويطي في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، مشيرا إلى العثور على عدد من الأسلحة في منزله، علما أن هناك ملكية السلاح داخل القبيلة.
وأفادت صفحة “معتقلي الرأي” -التي تُعنى بانتهاكات حرية الرأي في السعودية- بأن سلطات الرياض اعتقلت ثمانية من أبناء قبيلة الحويطات.
وأثار مقتل الحويطي موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول آلاف النشطاء العرب هاشتاغ من قبيل #استشهاد_عبدالرحيم_الحويطي # و#عبد الرحيم _ الحويطي و#الحويطات_ ضد ترحيل_ نيوم.
ويتسبب ولي العهد منذ وصوله إلى الحكم في تلطيخ سمعة المملكة وتشويه صورتها بل ويهدد بتحويلها إلى دولة مارقة بفعل سياساتها المتهورة.
وتصاعدت فضائح شخصية لبن سلمان مثل التجسس والقرصنة والإنفاق ببذخ على نزواته فضلا عن تبديد ثروات المملكة باستثمارات فاشلة ودفع اقتصاد المملكة إلى حافة الهاوية بمعدلات عجز قياسية.
وبفعل ذلك وأكثر تتصاعد المخاوف في السعودية من القادم في ظل عهد حاكم متهور منبوذ داخليا وخارجيا.
وكلما ذُكِرَ محمد بن سلمان إلا وتم وصفه بالحاكم الفعلي للمملكة. وفي هذه المسألة يتساءل الباحث في العلاقات الدولية زهير داودي، لماذا يكتفي بن سلمان بصفة ولي العهد، ولا يمر إلى عرض المملكة مباشرةً ما داما هما من يتحكم فعلياً في زمام الأمور الحقيقية في المملكة.
وطرح داودي، ذات السؤال في مقالة له، بصيغة أخرى: “ما الذي يمنع بن سلمان من وضع التاج بدل الاكتفاء بصفة الرجل الثاني في سدة الحكم؟، والحال أنه الحاكم الفعلي؟.
ولا يزيد مسار الأمير الشاب حتى الآن عن خمس سنوات عنوانها، في نَظَرِنَا، الفشل في كل شيء والأخطاء التي لا تُحْصَى … ما عدا نجاحه في شيء واحد: تكوين جبهة عريضة من الأعداء والمعارضين والناقمين والمنتقدين… إلخ.