أعلنت جماعة “أنصار الله” الحوثيين، عن تنفيذ عملية نوعية أطلقوا عليها اسم “نصر من الله”, قتل فيها المئات وأسر الآلاف من الجنود السعوديين وغير السعوديين في محافظة نجران السعودية.
وأكد العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، في بيان له، اليوم السبت، : “سقطت 3 ألوية عسكرية من قوات العدو بالكامل واغتنام مئات الآليات والمدرعات خلال العملية الكبرى بمحور نجران”.
وأضاف سريع: “عملية نصر من الله العسكرية هي أكبر عملية استدراج لقوات العدو منذ بدء العدوان واستمرت لأشهر عدة، وشاركت بها وحدات متخصصة من قواتنا في إطار دعم وإسناد العملية في محور نجران وعلى رأسها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي”.
وتابع: “بعد مرور 72 ساعة فقط من بدء العملية قامت قواتنا بإطباق الحصار على 3 ألوية من المخدوعين وفصيل كامل من جيش آل سعود”.
وبين أنه تم تدمير وأسر القوات المحاصرة بالكامل، وتحرير مئات الكيلومترات طولاً وعرضاً خلال العملية النوعية في محور نجران، وسقوط مئات القتلى السعوديين وآلاف الأسرى بينهم قادة وضباط.
وأردف بالقول: “تحاول الرياض عبثا أن تتستر على مثل هذه الهزيمة المدوية التي منيت بها أمام المقاتل اليمني، وسنعلن خلال الأيام القادمة المزيد من نتائج وتفاصيل عملية نصر من الله بمراحلها المختلفة”.
وأوضح أن الجماعة سنتخذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية الأسرى، من استهداف الطيران الحربي.
وحتى الساعة لم يصدر أي بيان من حكومة آل سعود يؤكد أو ينفي صحة إعلان جماعة الحوثي.
يشار إلى أن الرياض وافقت على وقف إطلاق نار جزئي في اليمن، وذلك بعد اشتداد هجمات الحوثيين على عدة أهداف استراتيجية داخل المملكة، كان آخرها الهجوم على منشأتي نفط لشركة أرامكو منتصف الشهر الجاري.
وفي 20 سبتمبر الجاري، أعلن رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، مهدي المشاط، “وقفاً مشروطاً لاستهداف أراضي المملكة بالطائرات المسيرة، وبقية أشكال الاستهداف” شريطة التزام الرياض بذلك.
ويظهر من العمليات العسكرية التي شنّها الحوثيون خلال الشهرين الأخيرين بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أن الأضرار التي لحقت بالسعودية اقتصاديا وعسكريا ذات كلفة كبيرة ومتصاعدة، ولا سيما أن القصف طاول مؤسساتٍ اقتصاديةً وخدميةً كبيرة، مثل المنشآت البترولية والمطارات والقواعد العسكرية.
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام، وتستحق التوقف أمامها، أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الحوثيين، على الرغم من التفوق الجوي السعودي، والدعم العسكري والسياسي الذي وفرته الولايات المتحدة وأطراف غربية للرياض.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي بقيادة آل سعود القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، حسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.