أكد تقرير بريطاني أن صفقة استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وصلت إلى طريق مسدود، بسبب الاتهامات الموجهة للسعودية في مجال حقوق الإنسان والقرصنة.
وذكرت صحيفة “تلغراف” “Telegraph” البريطانية أنه رغم قبول المالك الحالي لنيوكاسل مايك آشلي بيع النادي المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للسعودية مقابل 375 مليون دولار منذ أبريل/نيسان الماضي فإن الاتهامات الكثيرة الموجهة للمملكة والتي وصلت إلى البرلمان البريطاني جمدت صفقة البيع التي كان متوقعا أن تبرم خلال بضعة أسابيع.
وكشفت الصحيفة أن مرور 17 أسبوعا دون إتمام الصفقة دفع آشلي لليأس منها، وجعله يدخل منذ بداية الشهر الجاري في محادثات مع رجل الأعمال الأميركي هنري موريس الذي أعلن رغبته في نادي شراء نيوكاسل أيضا، مشيرة إلى حرية مالك النادي الإنجليزي في بيعه إلى مشتر آخر، خاصة أن صفقة استحواذ السعودية تضمنت دفع وديعة أصبحت منتهية الصلاحية، مما أوصلها إلى طريق مسدود.
وقالت الصحيفة إن محاولات الجانب السعودي مستميتة لإرضاء رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم التي يجب أن تعتمد صفقة انتقال الملكية وفق معاييرها، حيث لم تستطع السعودية إزالة المخاوف والشكوك التي تحيط بها والتي تسببت في العديد من العراقيل في الأسابيع الأخيرة.
? تيليجراف : البريميرليج رفض التأكيد على أن الصفقة وصلت الى طريق مسدود وأكتفوا بـ " لا تعليق " على هذه الانباء ! https://t.co/T3pPFbR8IA
— E P L W O R L D (@EPLworld) July 27, 2020
وتسعى مجموعة بقيادة السعودية إلى إقناع الدوري الممتاز من أجل تبديد مخاوفه المطروحة بخصوص الشبهات المثارة بشأن النظام في الرياض.
وذكرت عدة تقارير بريطانية أن هناك عدة أسباب وراء فشل صندوق الاستثمار السعودي في إتمام الصفقة، منها الاتهامات الموجهة للمملكة في مجال حقوق الإنسان، واعتقالها عددا كبيرا من الناشطين في هذا المجال، وقيامها بدعم قناة “بي آوت كيو” (BeoutQ) المقرصنة للدوريات الأوروبية الكبرى والتي تمتلك شبكة “بي إن سبورتس” (beIN sports) القطرية الحقوق الحصرية لها في منطقة الشرق الأوسط.
كما أقدمت السعودية مؤخرا على خطوة زادت الصفقة تعقيدا، حيث قررت إيقاف بث قنوات “بي إن سبورتس” في المملكة، مما سيحرم جمهورها من مشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي الذي يعد الأقوى حاليا في العالم.
وقبل يومين رحب آليستر تومسون مدير مؤسسة مراقبة أخلاقيات ومعايير الفيفا (وهي مؤسسة تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم) بتعليق البريميرليغ صفقة بيع نادي نيوكاسل الإنجليزي للسعودية إلى أجل غير مسمى.
ووصف تومسون الخطوة بأنها عقلانية، وتبعث رسالة قوية للسلطات السعودية بضرورة تنظيف سجلها لحقوق الإنسان قبل الإقدام على شراء واحد من أشهر الأندية الإنجليزية.
وقال إن المؤسسة طالبت الحكومة السعودية، في الفترة الماضية، بتحسين معاملة ناشطي حقوق الإنسان، وطالبت الحكومة البريطانية بتكثيف تعاطيها مع الحكومة السعودية، والضغط عليها من أجل الإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وناشطي حقوق الإنسان.
كما طالبت المؤسسة السعودية بضمان تحقيق العدالة لأسرة الصحفي جمال خاشقجي، وإنهاء تدخل السعودية في اليمن، والصراعات الإقليمية الأخرى، وإغلاق القناة المقرصنة “بي أوت كيو”، والسماح بإعادة بث قنوات “بي إن سبورتس” في السعودية.
ومؤسسة مراقبة أخلاقيات والمعايير تابعة للفيفا، حيث تراقب التزام الاتحادات الرياضية بمعايير الاتحاد.
ويسعى صندوق الاستثمار السعودي للاستحواذ على 80% من أسهم النادي الإنجليزي العريق منذ عدة أسابيع مقابل 375 مليون دولار، وهو ما لاقى رفضا كبيرا داخل بريطانيا وخارجها، ومن قبل منظمات حقوق الإنسان، في ما وُصف “بغسل العار” بالرياضة.