أكدت رابطة نادي نيوكاسل يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز على رفض استخدام السلطات السعودية ناديها للغسيل الرياضي وذلك بعد أشهر من الاستحواذ على أغلبية أسهمه.
وصرح جون هيرد العضو المؤسس في رابطة نيوكاسل يونايتد بأن السعوديين يستخدمون العلاقات العامة، وكافة المجالات الحياتية لضمان أكبر قدر من التأثير على الرأي العام في بريطانيا.
وفي تشرين الأول من العام 2021 أصبح نادي نيوكاسل يونايتد أغنى نادي كرة قدم في العالم عندما أعلن الدوري الممتاز أن المملكة العربية السعودية هي المالك الجديد للنادي، في صفقة بلغت قيمتها 415 مليون دولار.
وقد تمت الصفقة بالاستعانة بشركة علاقات عامة أميركية التي عملت على التهليل للنظام السعودي وتلميع صورته بحسب هيرد.
وقال إن الصفقة التي أنقذت النادي المتعثر اقتصاديًا أثارت الكثير من البلبلة لدى الرأي العام البريطاني عامة، ورابطة مشجعي فريق نيوكاسل يونايتد على نحوٍ خاص. ببساطة لم يرق للرابطة استحواذ ديكتاتور متعطش للدماء على النادي وبدأت بحملات واسعة في هذا الصدد.
وأضاف أنه قبل حيازة النظام على نادي نيو كاسل زار السفير السعودي الأمير خالد بن بندر نيوكاسل، وشاهد إحدى مباريات النادي.
كما تابع عدد من المسؤولين السعوديين حساب النادي على توتير، مثل الأمير عبدالله عزيز بن تركي آل سعود، وسعود الفيصل والمدير العام لأمن الدولة تابع الحساب أيضًا، وقموا ببعض التغريدات أيضًا، وليس خفيًا على أحد تلوث أيادي هؤلاء المسؤولين بالدماء.
واعتبر أن المستغرب أن وسائل الإعلام لم تثر الحدث على الإطلاق، وكثير منها لم يعد يتحدث عن انتهاكات النظام السعودي لحقوق الإنسان منذ تمت صفقة الشراء، وما يثير الصدمة أيضًا أن أحدًا من الممثلين في البرلمان والمجالس الأخرى لم يسجل موقفًا صريحًا من الموضوع.
حتى أن رئيس مجلس إدارة نيو كاسل أطلق وعودًا بشأن الاستثمارات في السعودية، وكل المحاولات لمعارضة هذا القرار تم إسكاتها، وقد توطدت العلاقات بين النادي والمملكة منذ ذلك الوقت، حيث قام الفريق والمدرب بالذهاب إلى السعودية في الوقت الذي النظام يقتل الأطفال ويشن هجومًا على اليمن.
وأكد هيرد أن شراء النادي، أحد الصفقات العديدة التي يحاول بها النظام غسيل صورته، مثل مشروع نيوم وغيره، والاستعانة بسياسيين وصحافين لتأسيس سرديته المبنية على الخداع، واليوم بات الأمر أكثر سهولة وأكثر تضليلًا مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل القدرات المالية المهولة لا قدرة للشعوب على تغيير هذا الأمر.
وذكر أن رؤساء النادي الإنكليزي يعتبرون أنه لا قدرة على تغيير ما حصل، ويبررون ذلك بوجود فرق أخرى مملوكة من بلدان عربية مثل الإمارات، مسؤولون آخرون يروجون للقدرة على التأثير على السعودية وتحويلها إلى دولة ليبرالية انطلاقًا من هذه الصفقات، محاولين تجاهل حقيقة إعدام النظام السعودي لواحد وثمانين شخصًا قبل يوم واحد من مباراة للنادي، مع
ورغم تغلغل السردية التي يروج لها النظام السعودي، يظل هناك الكثير من المشجعين لفريق نيوكاسل الرافضين بشكل حاسم لكافة ممارسات الرياض.
قامت رابطة مشجعي نادي نيوكاسل بإطلاق مجموعة على فيسبوك وتوتير لشن حملات تهدف لإيقاف الغسيل الذي تقوم به السعودية في عالم الرياضة. الكثير من الاجتماعات عقدت في الفترة الماضية، وكنا خلال لاجتماعات نحاول توثيق الانتهاكات التي تمارسها السعودية باستمرار في حربها على اليمن.
وقد لوحظ غياب الأصوات الحادة التي اعترضت على هذه الصفقة، لكن تم انتقاد رئيس النادي وكل المسؤولين عن هذه الصفقة في بلدان أخرى كألمانيا وفنلندا، وذلك يؤكد الخاصية العالمية لكرة القدم، ويؤكد أيضًا عدم القدرة على فصل كرة القدم عن باقي الشؤون الإنسانية.
وختم هيرد “لا نزال نحن كرابطة مشجعين ومدافعين عن حقوق الإنسان نحاول التوسع والوصول إلى مستويات أعلى وقد تم نشر بعض المقالات وأجريت بعض المقابلات التي نشرت في المجلات”.
وأوضح أن “التوثيق الذي قمنا به وصل إلى وسائل الإعلام العالمية، ولكن هذه المواد لم تنشر في وسائل الإعلام المحلية، وصلنا إلى البرامج الإذاعية أيضًا والتلفزيونية، واليوم بتنا بمثابة مرجع في موضوع الغسيل في الشق الرياضي”.