بفعل سمعته الملطخة.. بن سلمان يفشل بشراء نادي فرنسي
كشفت مجلة فوربس الأمريكية النقاب عن فشل ولى العهد محمد بن سلمان، بالاستحواذ على نادي كرة القدم الفرنسي أولمبيك مرسيليا مقابل 250 مليون يورو (280 دولار) ضمن مساعيه للتبييض الرياضي.
وقالت المجلة إن صندوق الاستثمار العام – الذى يخضع لسيادة بن سلمان، كان يتطلع لشراء نادي أولمبيك مرسيليا، الذي يتنافس في فرنسا 1 ليكيو، لكن رئيس الفريق جاك هنري إيراود، قال إن “الفريق ليس للبيع”.
وأشارت إلى أنه لا يدري كم من الوقت يريد مالك ماكورت الانتظار؟ بعدما خسر مرسيليا 91.5 مليون يورو (101 مليون دولار)، وقد يواجه الفريق عقوبات من UEFA إذا فشل في تحقيق الأهداف المالية المحددة في يونيو بحسب اتفاق مع هيئة الرقابة المالية (CFCB) الأوروبية الهيئة الإدارية لكرة القدم.
وقبل شهرين، أفيد بأن صندوق الاستثمار العام السعودي، اشترى حصة كبيرة في Live Nation Entertainment LYV ، أكبر شركة ترفيه حي في العالم.
وكشفت الاستثمارات العامة عن أنها تمتلك حصة 5.7٪ في الشركة بإجمالي 12.3 مليون سهم بقيمة 500 مليون دولار تقريباً. ويعتبر الاستثمار العام الآن ثالث أكبر مساهم في Live Nation ؛ Liberty Media FWONK ، التي تمتلك حصة 33 ٪ هي الأكبر.
ويحاول صندوق الاستثمار العام منذ أشهر إبرام صفقة لشراء نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم الإنجليزية مقابل 300 مليون جنيه استرليني (375 مليون دولار).
ويقع نادي نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز PINC، الذي يواجه خسارة إجمالية في الإيرادات قدرها 500 مليون جنيه إسترليني (615 مليون دولار) بسبب جائحة الفيروس التاجي. في الموسم الماضي.
وكان ولي العهد محمد بن سلمان دفع قرابة مئة مليون دولار أميركي لاستضافة نزال على لقب بطولة العالم في الملاكمة بما يعكس الكلفة المالية الباهظة لنهج “التبيض الرياضي” في المملكة.
ويؤكد مغردون سعوديون أن هذه المبالغ كان من الأولى إنفاقها على التنمية الاقتصادية المتعثرة وحل مشاكل البطالة والإسكان.
وثأر ملاكم الوزن الثقيل البريطاني أنطوني جوشوا من منافسه الأميركي ذي الأصل المكسيكي أندي رويز، وهزمه بالنقاط في الرياض ليستعيد ألقاب الوزن الثقيل التي فقدها أمام نفس المنافس منتصف هذا العام.
ونجح جوشوا في استعادة ألقاب الجمعية العالمية، المنظمة العالمية والاتحاد الدولي للملاكمة، والتي تنازل عنها في يونيو/حزيران الماضي في نيويورك بخسارته أمام رويز بالضربة القاضية خلال الجولة السابعة.
وأقيمت المباراة الثأرية في حلبة تتسع لـ15 ألف شخص تم بناؤها لاستضافة الحدث في الدرعية التي تضم الطريف، الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، على مشارف العاصمة الرياض.
وركز بن سلمان منذ أشهر على استراتيجية “التبيض الرياضي” لمحاولة التغطية على انتهاكات النظام عبر استضافة أحداث رياضية دولية.
واحتضنت المملكة الحدث الرياضي البارز “سباق فورمولا إي – الدرعية” الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، كما أعلنت إسبانيا أن نهائي كأس السوبر الإسبانية، الذي يتنافس فيه ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وفالنسيا، سيقام في المملكة على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
ولاقى هذا الإعلان انتقادات كثيرة، حيث قالت وزيرة الدولة للرياضة بالإنابة في أسبانيا ماريا خوسيه ريندا إن الحكومة لن تدعم إقامة المنافسة “في البلدان التي لا تُحترم فيها حقوق المرأة”.
وهذا البيان أساسي لفهم لماذا تعتبر المملكة أحدث بلد يتهم بـ “الغسيل بالرياضة”؟، وهو استخدام الأحداث الرياضية لتغيير وتحسين النظرة العامة لبلد ما.
وقد يكون مصطلح “التبييض الرياضي” جديدا، لكن ممارسته ليست جديدة على الإطلاق.
وقد بدأ تداول مصطلح “التبييض الرياضي” عام 2015، على الرغم من أنه في ذلك الوقت كان يستخدم لوصف دولة أذربيجان.
وتمتلك أذربيجان ثروة نفطية كبيرة، لكن لها أيضا تاريخ من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب، الذي وثقته منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية.
لذلك في عام 2015، وبعد أن كانت أذربيجان الراعي الرسمي لأتلتيكو مدريد، أصبحت البلاد مشهورة باحتضان الفعاليات الرياضية الكبرى. فقد ضخوا أموالا ضخمة لاستضافة “أولمبياد أوروبا” الجديدة، دورة الألعاب الأوروبية، والحفل الافتتاحي للبطولة في العاصمة الأذربيجانية باكو. وبعد ذلك بعام، نظموا أول سباق جراند بري (الفرومولا 1) في شوارع المدينة، مبدئيًا باسم سباق الجائزة الكبرى الأوروبي، ولكن في وقت لاحق أصبح ينظم باسم سباق الجائزة الكبرى الأذربيجاني.
والآن، يمارس نظام آل سعود كما تقول منظمة العفو الدولية، الشيء نفسه. إذ يتم ربط اسم دولة بأحداث رياضية كبيرة بدلاً من ربطه بانتهاكات حقوق الإنسان.
وسلطت المنظمة الضوء على سجل المملكة “السيء” في حقوق الإنسان. فالبلد يشهد قيودا شديدة على حرية التعبير وحقوق المرأة، إضافة إلى استخدام عقوبة الإعدام في مخالفات لا تعتبر جرائم بموجب القانون الدولي.
كما أن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية أكتوبر 2018م لا يزال عالقا بشكل كبير في مخيلة العالم.
ويستهدف نظام آل سعود من خلال الرياضة، أن يفكر الناس بشكل أقل في هذه الأشياء، وأن يفكروا أكثر في اللحظات الرياضية الكبيرة، عندما يسمعون عبارة “المملكة العربية السعودية”.