رصدت وكالة التصنيف الائتماني الأميركية العالمية “موديز” ضغوطاً محتملة على الموازنة العامة للسعودية في مرحلة ما بعد 2021، لاستبعادها تحقيق أرباح سنوية من أرامكو بقيمة 75 مليار دولار بعد العام 2021.
وتكمن مشكلة المملكة بأن حكومتها التي تمتلك 98% من عملاق النفط “أرامكو”، تعتمد على توزيعات الأرباح للمساعدة في سد عجز الموازنة العامة سنوياً، بحسب “موديز”.
وقالت “موديز” في تقرير نقلته شبكة “بلومبيرغ” الأميركية، إنه “من غير المرجح أن تكون الحكومة قادرة على تكرار المناورة إلى ما بعد 2021. هذا هو الحال بخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الإنفاق الرأسمالي لأرامكو والتزامها بشراء الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)”.
واتفقت “أرامكو” في وقت سابق هذا العام على شراء 70% من الشركة المصنعة للكيماويات من صندوق الاستثمارات العامة الحكومي مقابل 69 مليار دولار.
وتعهدت “أرامكو” خلال طرحها العام الأولي لعام 2019 بدفع 75 مليار دولار للمساهمين خلال السنوات الخمس الأولى لها كشركة مساهمة عامة.
ومنذ ذلك الحين، أعادت تأكيد هذا الالتزام. لكن أسعار النفط الخام انخفضت بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، بنسبة 35% هذا العام، فيما تضخ “أرامكو” كميات أقل من النفط بموجب اتفاق بين المنتجين العالميين لخفض الإمدادات.
ومن أجل الوفاء بتعهدها بتوزيع الأرباح، قالت أكبر شركة نفط في العالم إنها ستخفض الإنفاق، كما سرّحت مئات العمال، وأعلنت خططاً لبيع الأصول غير الأساسية.
ورغم هذه الخطوات، ارتفعت نسبة مديونية الشركة من -5% في نهاية مارس/ آذار (مما يعني أن “أرامكو” لديها سيولة أكثر من الديون) إلى 20% في يونيو/حزيران المنصرم، أعلى من النطاق المستهدف من 5% إلى 15%، بينما يعود هذا بدرجة كبيرة إلى الديون التي أخذتها على عاتقها لشراء “سابك”.
ونشرت المملكة الأسبوع الماضي، لمحة عامة عن إنفاقها على مدى السنوات الثلاث المقبلة التي تتوخى تخفيضات سنوية للمساعدة في احتواء عجزها المالي، مستندة إلى 50 دولاراً سعراً لبرميل النفط، وفقاً لتحليل “غولدمان ساكس غروب”.
وتواجه شركة “أرامكو” تعثرا شديدا وتراجعا في أرباحها ما دفعها إلى إعادة خططها قبل فقدان قيمتها السوقية في العالم ما يشكل ضربة قوية لخطط ولي العهد محمد بن سلمان.
ودفع ركود الطلب على النفط الخام خلال جائحة فيروس كورونا شركات النفط إلى التفكير في إمكانية أن يكون سوق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) قد بلغت ذروتها، وأن الوقت قد حان لنقلة عالمية جديدة في الطاقة.
و”أرامكو” تراجعت أرباحها بنسبة 73.4% بالربع الثاني من عام 2020، مقارنة بالربع المماثل من 2019.
جاء ذلك، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات، وفق بيانات صادرة عن الشركة السعودية.
ووفق البيانات التي نشرتها الشركة على سوق الأسهم السعودية “تداول”، سجلت الشركة صافي ربح بعد الزكاة والضريبة، بلغ 24.62 مليار ريال (6.57 مليارات دولار)، مقابل 92.59 مليار ريال (24.69 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2019.